قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين"أونروا" إن نحو 1.2 مليون فلسطيني في غزة، من أصل 1.6 مليون نسمة، أي ما يعادل 75% يقبعون تحت خط الفقر، متهمة إسرائيل بممارسة سياسة "العقاب الجماعي" تجاه سكان القطاع. وقالت، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الخميس في مدينة غزة، بمناسبة مرور 5 سنوات على تشديد الحصار على القطاع، والذي يصادف اليوم 14 يونيو/حزيران 2007، إن غزة تعيش حالة من عدم الاستقرار، وتواجه أزمات اقتصادية قاسية، بسبب الحصار المفروض عليها منذ 6 سنوات. وأشارت إلى أن" غالبية السكان "يقبعون تحت خط الفقر، فيما تعرض الاقتصاد للتدمير شبه الكلي". وقال مدير عام عمليات الوكالة ماكس جليرت، خلال المؤتمر الذي عقد في باحة مقر "أونروا" بمدينة غزة، إن "هناك العديد من الأزمات في غزة ..كالفقر، والبطالة والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أهالي القطاع". وأحكمت حركة حماس سيطرتها على قطاع غزة في 14 يونيو/ حزيران 2007، وفرضت إسرائيل على إثر ذلك حصارًا مطبقًا على قطاع غزة جوًا وبحرًا وبرًا. وفازت حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات التي جرت بداية عام 2006، والتي أعقبتها حالة من الصراع بينها وبين حركة فتح. وأوضح جليرت أن نحو 1.2 مليون فلسطيني في غزة، من أصل 1.6 مليون نسمة، يقبعون تحت خط الفقر. وأضاف: "الاقتصاد الفلسطيني دمر بفعل الحصار، وإسرائيل تقيد حركة البضائع من وإلى غزة وتمنع الانتعاش الاقتصادي المستديم". وتابع: "عمليات التصدير لا يسمح بها إلا بنسبة 5%، وكذلك الاستيراد بنسبة 45% فقط مما كان مسموحا به قبل عام 2007". وتطرق جليرت إلى الوقود الذي تبرعت به دولة قطر لقطاع غزة، منتقدا تعمد إسرائيل إدخاله على دفعات صغيرة. وكانت قطر قد تبرعت في شهر أبريل/نيسان الماضي بكمية كبيرة من الوقود الصناعي، تقدر بنحو 30 مليون لتر، لكن سلطة الطاقة في قطاع غزة تقول إن السلطات الإسرائيلية تتعمد إدخال الوقود القطري بـ "القطارة"، كي لا يشعر المواطن الفلسطيني بالفائدة منه. من جانبه، قال المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليبو جراندي، إن الحصار المفروض على غزة هو "أحد أوجه الاحتلال"، مطالبًا المجتمع الدولي بإيجاد الحلول لـ"إنهاء الاحتلال ورفع الحصار للوصول إلى حياة كريمة لأهالي القطاع". كما اتهم جراندي إسرائيل بانتهاج سياسة "العقاب الجماعي" ضد أهل غزة، مشيرا إلى رفض كافة المواثيق الدولية لهذه السياسة. وأوضح، خلال المؤتمر، أن هناك بعض الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لرفع الحصار، وكان من أهم النتائج الإيجابية لهذا هو السماح ببدء تنفيذ مشاريع بناء في القطاع منذ ثلاث سنوات قبل توقفها، مؤكدا أن بعض هذه المشاريع لم تكتمل حتى الآن. من جهته، أشار تشارلز دسيلفا، رئيس اللجنة التنفيذية للمؤسسات غير الحكومية المعروفة باسم "NGOS"، إلى أن مايزيد على 90% من المياه غير المعالجة التي تضخ لمياه البحر المتوسط تأتي من قبل إسرائيل. وقال، في المؤتمر الصحفي، إن ما نسبته 95% من المياه الجوفية في قطاع غزة، غير صالحة للشرب، رغم أنها المصدر الوحيد، مطالبًا بتوفير مياه صحية لأهالى القطاع. وأشار دسيلفا إلى وجود 750 ألف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة من دون عمل، مضيفًا أن وكالة "أونروا" خفضت برامج تشغيل اللاجئين لعدم وجود الدعم الكافي من الجهات المانحة.