مرة أخرى كانت شاشة التلفاز تصخب بتداعيات أحداث الربيع العربي، وعبد الرحمن مشدود، يتأملها بصمت، وتنعكس معطياتها على وجهه، قال خربوش: - كنت متفائلا! - ما زلت متفائلا! - لكن السيناريو الواقع يختلف عن أمنياتك! - لم تكن أمنيات لأنها ليست مستحيلا بل ممكنا! لكن النهايات السعيدة قد تتأخر أحيانا! - طال الزمان بنا! - الصبر طيب! والابتلاءات هي بوابات النصر والتمكين! - يا أبا عبد الله... - خلق الإنسان هلوعا! - لكن... - لقد كان من قبلكم يلقون في أخدود النار ولا يفتنون! ويجلدون بسياط من لهب ويصبرون! - أولئك عاشوا في أزمنة الأنبياء! - ونحن ما زلنا نعيش زمانهم! - نحن مبتلون بأخطاء وأخطاء! - مخطئ من ظن بالعصمة! أو أمل بالكمال غير المشوب بالنقص! - يراهن الناس على أخطائنا ويلفقون منها ما يشاؤون! - ذلك ديدن البشر! لم يسلم من محاولة التشويه نبي ولا رسول! نزل القرآن في تبرئة عائشة رضي الله عنها لكنها لم تسلم حتى يومنا هذا من محاولات التشويه الغبية! - أعجب من يقينك! - ويؤلمني ترددك وشكك! - يدهشني تسامحك اللامحدود! - وأستغرب من عدم حرصك على استكمال المشهد! - كيف؟! - التسامح النبيل لا يلغي واجب الدفاع عن الحق عندما يداس بوقاحة غير حريصة على كلمة سواء تنصف بحب وتمنح بتوافق! - إن الناس يتوعدون بعضهم! وأجواء الفتنة تطل برأسها! - الثبات الثبات! - لكنهم لا يفهمون الدرس! - لكننا نراهن على فهمنا أكثر! - سندخل في دوامة جديدة... سنعود إلى المربع الأول؛ مربع الصفر!!! - عقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء! تلك سنة كونية! - قابيل ينتصر دائما!!! - راجع التاريخ جيدا قبل أن تستعجل الحكم من الجولة الأولى! - التاريخ ملوث بالدم، الملائكة أدركوا حجم الفساد البشري وسهولة سفك الدماء على يد الإنسان! والصفحة الأولى مخيفة وهابيل مسجى في سطورها الأولى؛ بل في عناوينها الكبرى! - أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا؟!!! - التفاوت في الإمكانات كبير! وعواصف الشر كبيرة! - إن الله لا يصلح عمل المفسدين! إن العمل الملوث بالشر وبالمال المشبوه لن يجني إلا الشر... كأنك لم تسمع بحكاية الديك والثور؟! - وماذا كانت حكايتهم؟! - قال الديك للثور: إنني أحب أن أتسلق هذه الشجرة لأجلس في أعلاها، ولكن ليس لدي طاقة لتسلقها! قال الثور: حسناً، ولكنك تأكل من مخلفاتي، فلماذا لا تكثر الأكل منها حتى تحصل على الطاقة المطلوبة؟ قال الديك: إنها فكرة جيدة. بدأ الديك يأكل من المخلفات ويكثر منها، وراحت طاقته تزداد يوماً بعد يوم. واستطاع في اليوم الأول أن يجلس على أول غصن. وفي كل يوم كان يرقى لغصن جديد. واستطاع بعد شهر أن يصل أعلى الشجرة ويجلس عليها كما تمنى. لكن الصياد رآه وصوّب بندقيته نحوه. ولأنه لا يستطيع الطيران فقد كان هدفا سهلا له! - لكن من يضعون أصابعهم على زناد الشر لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإن فهموا لا يستفيدون... وفي الغالب لن تسلم من حسابهم! - يا صديقي كم قلت لك: كن مع الله ولا تبالي! - يا أمة الحق حسبنا وحسبك الله!!!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.