في كل موسم من مواسم الحج، وفي اليوم الأول لعيد الأضحى في قطاع غزة تتمثل طقوس خاصة لدى شباب القطاع المحاصر منذ أكثر من 10 أعوام، حيث يمثل موسم ذبح الأضاحي مهنة موسمية لمئات الشباب الذين تقطعت بهم السبل، وتاهت طموحاتهم على واقع الحصار.
ومع ساعات الصباح الأولى، وفور انتهاء الخطيب من صلاة العيد تعج مذابح قطاع غزة بمئات الشبان الذين وجدوا من العمل الموسمي فرصة لتوفير مبلغ بسيط من المال يساعدهم في توفير قوت بضعة أيام لأسرهم الممتدة في مناطق قطاع غزة المختلفة.
مخاطر المهنة ورغبة العمل
على الرغم من المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها العاملون في مجال ذبح وسلخ الأضاحي كون السلاح الأبيض هو السائد في المكان إلا أن الرغبة في الحصول على فرصة عمل لعدة أيام يزيل جميع المخاوف، ويحل مكانها رغبة العمل بعد فترة طويلة من البحث الغير مجدي عن فرصة عمل.
الشاب عوض الجربة في العقد الثاني من عمره اختار كل عام العمل في سلخ الأضاحي في مذبح ومسلخ أقربائه بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
ويشير الشاب الجربة إلى أن التفكير بمخاطر العمل والتعرض لإصابة يسبب ارتباك لدى الشاب، معتبرا تغليب مصلحة العمل على المخاوف الشخصية سبب كبير في الحصول على فرصة عمل لعدة أيام مقابل مادي متواضع.
ويؤكد الشاب أحمد النقلة على أنه كبقية شباب القطاع المحاصر يحرص في كل عام على العمل في مجال سلخ الأضاحي، مشددا على أنها فرصة جيدة للعمل لمدة 4 أيام في كل عام.
وأوضح النقلة أن العمل في مجال سلخ الأضاحي لا يحتاج إلى خبرة كبيرة بقدر ما يحتاج إلى جرأة في حمل السكين والتعلم من أصحاب الخبرة في مجال ذبح وسلخ العجول.
الكرش الملقاة فرصة عمل
وعلى هوامش وزوايا كل مذبح تبرز ظاهرة موسمية تتمثل في تنظيف وبيع كرش الأضاحي الملقاة خارج المذبح.
حيث يتسارع عشرات الفتية دون سن الخامسة عشر عاما في تنظيف الكرش وتسليمها لأصحابها مقابل مادي يتم باتفاق مسبق قبل البدء بالتنظيف.
وبين تتابع الأعياد لا يزال الحصار الإسرائيلي يفرض نفسه على قطاع غزة في عيد الأضحى العاشر له، يلقي بظلاله وهمومه ومشاكله على شعب ضجر من الظلم، ويبحث عن فرصة للحياة الكريمة برغم منقصات الحياة وكدر الحصار وتآمر الجميع.









