ما أن لاحت بشائر فوز" محمد مرسي" برئاسة مصر ، حتى صدعت مآذن غزة بالتكبير و التهليل ، وهللت وجوه الفلسطينيين والغزيين خاصة استبشارا بالخير القادم من مصر الكنانة. قالوها : إما أن تفرح غزة بفوز مرسي أو تفرح (تل أبيب) بفوز شفيق ، وجاءت الرياح بما تشتهي السفن رغم ما اعترضها من أمواج عاتية ، وتصل السفينة إلى بر الأمان وإن كان ينتظرها عقبات ومعيقات . أرادها المصريون.. أفراح في غزة و أتراح في (تل أبيب) وهي التي رقصت طربا بفوز شفيق بجولة الإعادة واعتبرته ذخرا وكنزا أهم من مبارك على اعتبار أنه جاء بإرادة شعبية وإن كانت مزورة. خابت ظنونهم وطاشت سهامهم ، وتعود الحياة لمصر بعد خمود وجمود ، وتتعانق أرواح شهداء غزة الذين سقطوا خلال الحرب التي أُعلنت من القاهرة مع أرواح شهداء الثورة التي انتصرت لغزة بإسقاط طاغية حكم البلاد بقوة الحديد والنار. لقد نالت غزة نصيب الأسد من كيد الكائدين خاصة بعد فوز حماس بانتخابات 2006 ، وزاد المكر عقب ما يعرف بـ(الحسم العسكري) وسيطرة حكومة حماس المنتخبة بأغلبية على القطاع ، فكان الاستفراد بغزة وحصار حكومة الشعب سياسية واقتصاديا لم تكن يد مبارك بريئة من ذلك. حق لغزة أن تفرح اليوم وهي التي عانت كثيرا، ساهم مبارك وحاشيته في إحكام سجنها، فمن إغلاق معبر رفح وإعلان الحرب بموافقته ومن ثم الجدار العازل، ومؤامرات حيكت بليل أدمت جسد غزة، فما من موضع فيها إلا وفيه ضربة سيف أو رمية رمح. نعلم أن التحدي الأكبر قادم ورقصات الخمسة بلدي في انتظار رئيس أم الدنيا القادم، والتي بدأت من بوابة القانون والدستور، كفانا أن مصر اليوم أفرحت الدنيا ورسمت الابتسامة على وجوه ساكنيها الذين سهروا ليلهم حتى اطمأنوا لأصالة الشعب المصرية الذي أكد أن زمن الفلول ولّى إلى غير رجعة وبراءة قتلة الثوار لا يعني ضياع حقّهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.