الهشت أخو العرط، ومعناهما الساخر يدل على الكذب الذي يقصد منه الضحك على عقول البسطاء. ولكم صدمنا من أن إعلامنا الحكومي ما زال يتوقع أننا في القرن الواحد العشرين، ما زلنا لا نحرك الريموت عن شاشته من القلة، ولا نقرأ إلا صحفه من الجهالة، ولم يدر أنه مع انفتاح السماوات بات مجرد رأي آخر نتابعه من باب العلم بالشيء، وإلى أين تريد أن تصل بنا الحكومة! فالخبر الذي طالعتنا به إحدى الصحف الرسمية الناطقة باسم الحكومة وأجهزتها من أن الزرقاء تنافس مدن العالم المتقدم، لا يمكن أن يصنف إلا في طائلة الهشت والعرط والكذب الصريح! ومن كتبه إما أعمى البصر أو البصيرة أو كلاهما معاً! فللمدينة وأهلها تاريخ وإنجازات مادية وبشرية، ولكنها ذاتية ليس للحكومة منة فيها ولا فضل؛ فهي مقصرة في حق الزرقاء كما في المدن الأردنية كلها، وسجل الإنجازات التي يفبركها إعلامها مثل الإصلاحات أوهام في أوهام في أوهام لا توجد إلا في مخيلاتها! وليس المهم تعديد الإنجازات من 1 الى 100، بل الأهم ما نُفذ منها على أرض الواقع ومدى استفادة أهل الزرقاء منها. لكم الله يا أهل الزرقاء! وإذا قال لكم الإعلام الحكومي أن الزرقاء تضاهي أكثر مدن العالم تقدما! وكان التلوث يسد عليكم منافذ الرؤية والتنفس، وكان الفقر يسد عليكم منافذ الفهم فقولوا: نعم القول ما قالت الحكومة! ألم يقولوا: جخوا ولا تباتوا حزانى! في الدول المتقدمة التي يحترم الإعلام فيها كلمته ومواطنيه، يمكن لكذبة بها الحجم أن تودي بمصداقية الجريدة، ويمكن للمواطنين أن يحاكموها بتهمة التلفيق الصريح. اليوم كذب الإعلام الرسمي بشأن مدينة الزرقاء، والبارحة بشأن الإصلاحات، والكذب عند الحكومة حبله طويل، ومن يكذب عليه مرة فيصدق فهو طيب، ومن يُكذب عليه ثانية ويصدق فهو أهبل. على أمل أن نصحو من سباتنا بأشكاله كافة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.