وترى الغارديان أنه في حال إعلان مرسي فائزا رسميا بالرئاسة يوم الخميس المقبل، فسيثبت ذلك أن الديمقراطية قد سادت مصر بالفعل، وأن "المبالغ المالية الضخمة، والحيل "غير النظيفة"، وحملة الترويع والتخويف التي رافقت حملة المرشح أحمد شفيق، لم تنجح إلى الحد الذي يمكنها من إحداث تغيير في نتائج الانتخابات". وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بخلاصة جد مختصرة، تبدو كنصيحة موجزة، جاءت على النحو التالي: "على المجلس العسكري التخلي عن السلطة." [color=red]العسكر ولعبة السلطة[/color] إلا أن إيان بلاك، مدير تحرير أخبار الشرق الأوسط في الغارديان، يبدو وكأنه لا يتفق تماما مع رأي صحيفته في أن صفحة العسكر ستُطوى تماما لصالح الإخوان المسلمين. فتحت عنوان "العسكر يفوزون بلعبة السلطة، على الأقل في هذه الجولة"، نطالع في الصحيفة مقالا تحليليا لبلاك يقول فيه: "إن نصف يوم هو وقت طويل بالنسبة للسياسة المصرية". أما كيف؟ فيجيب الكاتب: "بينما كان الناخبون لا يزالون يدلون بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، منح الجيش نفسه سلطات واسعة ستحد بشكل كبير من نطاق صلاحيات خليفة مبارك". ويضيف: "إذا اتضح أن مرسي، الذي أعلن فوزه باسم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن حركة الإخوان المسلمين، هو الفائز بالانتخابات، فإن فوزه سيكون بمثابة جائزة أقل بريقا ولمعانا بكثير مما كان يأمل أنصاره، ومما كان يخشى خصومه ومنتقدوه أيضا".وإلى جانب تخصيص افتتاحيتها الرئيسية، والمقال التحليلي لرئيس تحرير شؤون الشرق الأوسط فيها لإلقاء الضوء على الأوضاع في مصر، فإن الغارديان تنشر أيضا تحقيقا مصوَّرا عن الموضوع لمراسليها في القاهرة، جاك شينكر، وعبد الرحمن حسين، بعنوان: "مصر تخوض صراع حياة أو موت بشأن مستقبلها". يقول التحقيق: "لقد تعهدت حركة الإخوان المسلمين بمواجهة الجنرالات الذين يحكمون مصر، وذلك في صراع حياة أو موت حول المستقبل السياسي للبلاد، لا سيما بعد إعلان مرسي فوزه بالانتخابات الرئاسية، وقوله إنه سيرفض المحاولات الأخيرة للمجلس العسكري الحاكم لتدبير انقلاب دستوري". أما صحيفة الفايننشال تايمز فتفرد -هي الأخرى- اليوم مساحة للشأن المصري، إذ تعنون تحقيقا مصورا عن الموضوع بعنوان: "المصريون يخشون الفوضى مع تشديد العسكر قبضتهم على الحكم". ويقول التحقيق، الذي أعده مراسلا الصحيفة في القاهرة، بورزو داراغاهي وهالة صالح: "لقد اقتربت حركة الإخوان المسلمين يوم أمس من المواجهة مع الحرس القديم في البلاد، وذلك بعد الانتخابات الرئاسية، وهبَّة المناورات التي قامت بها القوات المسلحة، وبدا أنها ترمي إلى توسيع سلطة العسكر وإحكام قبضتهم على الحياة السياسية في البلاد". [color=red]"الشتاء العربي"[/color] أمَّا التايمز، فتخصص أيضا افتتاحيتها الثانية للحديث عن الشأن المصري فتعنونها: "الشتاء العربي". وتقول الافتتاحية إن حكام مصر من العسكر قد "قوَّضوا الحكم المدني عمداً". وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه ينبغي على الحكومات الغربية أن تحتج بشدة على تدخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر لتعزيز سطوته على الحكم، على حساب صلاحيات الرئيس المقبل للبلاد. وتمضي إلى القول: "هنالك القليل الذي يمكننا فعله للتأثير في السياسة الداخلية المصرية، لكن أن نقبل، من منطلق إحساس بغير مكانه في السياسة الواقعية، بحكم العسكر، وكأن الوضع عادي، فإن ذلك سيكون تكرارا للأخطاء المرتكبة في سياستنا تجاه العالم العربي على مر عقود عدة.