في الوقت الذي يخوض فيه عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني إضرابا أسطورياً ومفتوحاً عن الطعام تنديدا بظروف اعتقالهم غير المبرر، يبدو أن تلك الظروف تنطبق أيضا على عدد من كوادر حركة حماس معتقلين في سجن أريحا التابع لأمن السلطة في الضفة الغربية، ما دفعهم للإضراب عن الطعام. فقد شرع خمسة معتقلين سياسيين في سجن المخابرات في مدينة أريحا بإضراب مفتوح عن الطعام، والمضربون هم: محمد الأطرش ومحمد أبو حديد وعثمان القواسمي ومعتصم النتشة من الخليل، إضافة إلى الشاب إسلام حامد من بلدة سلواد قضاء مدينة رام الله. وأعلن المضربون أنهم لن يتوقفوا عن خطوتهم الاحتجاجية هذه حتى إطلاق سراحهم، لا سيما أنهم حاصلون على قرارات من المحاكم الفلسطينية بالإفراج الفوري عنهم منذ أكثر من عام ونصف، وبعد أكثر من عامين على اعتقالهم. وكان المختطفون الخمسة ومعهم المعتقل أنس أبو مرخية الذي نقل منذ شهرين إلى سجن تحقيق بيتونيا قد وجهوا العديد من الرسائل من سجن أريحا إلى كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية ولجنة الحريات طالبوا من خلالها بضرورة تطبيق قرارات المحاكم والإفراج عنهم. وحمّل ذووا المختطفين السلطة في رام الله المسئولية الكاملة عن حياة أبنائهم، وجددوا مطالبهم بتحريرهم بعد أن أنهوا ومحكومياتهم. ونُقل عن أسرة حامد تأكيدهم أن نجلهم بدأ اليوم إضراباً عن الطعام بسبب ما أسماه إهمالاً وعدم اكتراث من قبل المخابرات الفلسطينية لتحسين مطالبهم المعيشية. وأضافت العائلة أن هذا الإضراب لم يعد فقط تحسيناً لوضعهم المعيشي، بل تجاوز ذلك للمطالبة بالإفراج عنهم من السجن، مستندين لقرارات المحاكم الفلسطينية التي حصلوا عليها. [title]تعذيب في الخليل[/title] وعلى صعيد متصل، عبّر عدد من أهالي المختطفين السياسيين في بلدة حلحول شمال الخليل عن سخطهم تجاه ما يتعرض له أبناءهم في سجن جهاز الأمن الوقائي بمدينة الخليل. وقالت سمر دويك زوجة المختطف غسان كراجة إنها تمكّنت من حضور محكمة زوجها في محكمة حلحول اليوم الأربعاء (20-6)، مؤكدة أنها فوجئت من التغيير الواضح عليه، حيث بدا في حالة صحية متردية. واعتقل كراجة وهو أسير محرر من سجون الاحتلال والأجهزة الأمنية بتاريخ 6/6/2012 مع ثلاثين آخرين من أنصار حركة حماس في مدينة حلحول بينهم عضو بلدية حلحول الشيخ إبراهيم الواوي. وقد أحضر جهاز الوقائي كافة المختطفين الذين تم اعتقالهم إلى المحكمة التي قامت بتمديد اعتقالهم لفترات تتراوح ما بين 7-15يوما بحجّة استكمال إجراءات التحقيق. وطالب الأهالي لجنة الحريات والمتحاورين في القاهرة "عمل شيء لهؤلاء المختطفين والإفراج الفوري عنهم"، واتهموا "أجهزة السلطة بتلفيق تهم لأبنائهم استمرارا لحملات الاستئصال التي تقودها الأجهزة الأمنية ضد أبناء حماس في الضفة"، ونفوا أية علاقة لأبنائهم "بمخططات انقلابية ادعتها الأجهزة الأمنية". [title]اعتقالات مستمرة[/title] بدورها واصلت أجهزة أمن السلطة حملة الاعتقالات والملاحقة الأمنية ضد أنصار وكوادر حماس في الضفة الغربية، فاعتقلت أربعة منهم في الخليل وطوباس، فيما اعتقل الاحتلال أحد المحررين من سجون السلطة في طولكرم. حيث أقدم جهاز الوقائي في محافظة الخليل على اعتقال الناطق باسم الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل علاء زقازيق، وهو من بلدة صوريف شمال الخليل، وكان الزقازيق قد تعرض للاختطاف أثناء الدعاية الانتخابية للكتل الطلابية في الجامعة وأفرج عنه بعد تدخل لجنة الحريات، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال. واعتقل الوقائي الطالب علاء يوسف حلايقة، بعد مداهمة منزله شرق بلدة الشيوخ، والشاب الحلايقة هو أحد طلاب كلية العروب التقنية، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، في الوقت الذي اقتحم جهاز المخابرات بلدة صوريف شمال الخليل، واعتقل بهاء الدين يوسف عرعر، وهو أسير محرر أمضى أربع سنوات في سجون الاحتلال. وفي طوباس اعتقل جهاز الوقائي الشيخ عزام جوابرة بعد اقتحام مكان عمله، وهو أسير محرر ومختطف سابق عدة مرات لدى أجهزة فتح. وضمن سياسة الباب الدوار اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر أسد الله بدران من بلدة دير الغصون قضاء طولكرم وهو مختطف سابق أمضى 14 شهراً في سجون السلطة وهو شقيق الشهيدين فواز وسيف الله بدران. [title]اعتصام احتجاجي[/title] في هذا الوقت، أكد المتحدث باسم الكتلة الإسلامية الطلابية بجامعة الخليل اليوم الأربعاء (20-6) أن الكتلة قررت البدء باعتصام مفتوح داخل أسوار جامعه الخليل احتجاجا على اعتقال جهاز الأمن الوقائي لطالبين من أبناء الكتلة الإسلامية. وقال المتحدث باسم الكتلة "إن جهاز الأمن الوقائي قام باختطاف الناطق باسم الكتلة الإسلامية علاء زعاقيق والطالب محمد صبارنة من كليه الشريعة، ضاربا بعرض الحائط الاتفاق والتعهد الذي وقع بين مسئولين في الأجهزة الأمنية ولجنة الحريات، الذي يقضي بعدم المساس بطلاب الجامعات من أبناء الكتلة الإسلامية".