المقاومة في قطاع غزة وعلى رأسها حماس لم ترفع الراية البيضاء استسلاما للوحشية التي انتهجتها " إسرائيل" في حرب " رصاص مصبوب"،ولم تتعهد يوما بإلقاء سلاحها مقابل أي ثمن، وكذلك فإن بنود المصالحة الداخلية التي توافقت عليها الفصائل ليس فيها ما يمنع مقاومة الاحتلال، ولا يمكن للمقاومة أن تكون سببا في تعطيل المصالحة طالما كان التصعيد مع العدو مبررا، ولذلك نقول بأنه ما من جديد طرأ على نهج كتائب عز الدين القسام، سواء أعلنت أو لم تعلن عن تفاصيل مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي. " إسرائيل" محتارة وتبحث عن الأسباب التي دعت حماس إلى إطلاق صواريخها على المغتصبات الإسرائيلية وكذلك تبنيها لتلك الضربات المؤلمة للعدو، ولماذا تبحث "إسرائيل" بين السطور ولا تنظر إلى الشهداء الذين اغتالتهم بكل وحشية؟،ولماذا يتم الربط بين ما يحدث في مصر من شؤون انتخابية داخلية وبين المقاومة في قطاع غزة؟، غزة والمقاومة الفلسطينية تحديدا ليست طرفا في أحداث مصر الداخلية ولن تكون شأنها في ذلك شأن باقي فصائلنا المقاومة وغير المقاومة، فالمقاومة واشتدادها مرتبط فقط بالاحتلال الإسرائيلي واشتداد عدوانه على قاعدة " توازن الرعب". هناك حدثان استثنائيان وقعا بالتزامن في المنطقة خلال الأسبوع المنصرم،الأول، إعلان أولي لنجاح مرشح الإخوان د.محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية، أما الثاني فهو انتهاك الدبابات الإسرائيلية لاتفاقية كامب ديفيد البائسة بتقدمها الى مناطق محرمة تجاه الحدود المصرية، والحدث الأول يفسر الثاني، لأن إسرائيل صعدت ضد مصر وضد قطاع غزة في اللحظات الحرجة للضغط على المجلس العسكري الأعلى للتأثير على نتائج الانتخابات عند الإعلان الرسمي لها والمقرر اليوم الخميس في حال عدم تأجيله بذريعة الطعون. " إسرائيل" تفعل ذلك رغم تطمينات المجلس العسكري المصري بأنه لا مساس بالاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية بين مصر وإسرائيل، ولكن الأخيرة لا يطمئنها إلا تنصيب أحمد شفيق خليفة المخلوع مبارك، مع التذكير بأن ما حدث_حسب زعم دولة الاحتلال_ على الحدود المصرية الفلسطينية لم يكن فريدا من نوعه حيث شهدت الحدود سواء مع مصر أو الأردن عمليات مقاومة أعنف من تلك التي انتهكت إسرائيل الاتفاقية من أجلها. وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد "أقحمت" المصالحة الداخلية في بداية مقالي لأختمه بها، ناصحا الجميع بعدم تفسير أعمال المقاومة على أنها محاولة للتملص من استحقاقات المصالحة الداخلية بعد مؤشرات فوز مرشح الإخوان، أو أنها _ أي المقاومة_ وسيلة ضغط على المجلس العسكري المصري بالتوازي مع الضغوط الشعبية التي يتعرض لها، فتلك تفسيرات لا تقل سذاجة عن اتهام المقاومة الفلسطينية بتخفيف الضغوط عن إيران وحزب الله في أوقات مضت، وهي في الوقت ذاته تغطية وتبرير للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.