9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.74°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.74°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: هل الأردن عصي على التغيير الإيجابي؟!

نجح النظام في الأردن -بإرادة محلية، وضوء أخضر من الدول الكبرى- بإيقاف انتشار «الربيع العربي» الذي وصل الأردن وخرج منها دون أن يذوق الشعب شيئا من خيرات الكرامة والحرية التي أينعت في دول عربية أخرى! الإصلاح عندنا انتهى بفنجان قهوة وجولات ميدانية، وتصرح وزير الإعلام أن الاصلاح بلغ أشده في الأردن واكتملت مسيرته، وما أنجزه الأردن من إصلاحات كافٍ ويزيد!! استطاع الأردن الرسمي إيقاف الظاهرة السياسية المعروفة بأثر الدمينو domino effect، الذي يعني أن سقوط القطعة الأولى يمتد الى ما بعدها كالمسبحة تفرط بانفراط أول حباتها، فتغيير الأنظمة الذي توالى في عدة دول عربية توقف عند الأردن، وخرج النظام الرسمي في عز «الربيع العربي» سالماً غانماً بأقل الاصلاحات السطحية! كانت الحكومة وحتى الإصلاحيون يرددون أن للأردن حالة خصوصية، وقد أثبتنا أن الأردن حالة خصوصية فعلا في عدم القابلية للتغيير الإيجابي، والإصلاحيون يتحملون جزءا من المسؤولية في عدم استثمار زخم المرحلة الثورية والتغييرية في المحيط العربي؛ بتخفيضهم المطالب حتى انخفضت الى ما دون المستوى المقبول، كما أن فكر الاصلاح والقيام به لم يزل نخبويا؛ بمعنى أنه لم يصبح حالة عامة تجمع بين كل طبقات وأطياف المجتمع يرون فيها الحل الوحيد لمشاكلهم، فالشعب لم يتبنى منهج الاصلاح، وما زال الكثيرون في طبقاتهم العليا والدنيا يدورون على فلك المصالح الشخصية. والشعب لا يرى في المشروع الاصلاحي بديلا قويا عن الحكومة، فما زال الاصلاحيون يطرحون أنفسهم من موقع المعارضة، ولا يمتلكون الأدوات الكافية والمشاريع لإقناع الشعب عامة بضرورة الإصلاح، وعلى الرغم من أن الشعب قد يؤمن نظريا بصلاحهم وأمانتهم وقدرتهم، ولكن في نهاية الأمر لا تنفع النوايا الحسنة في تأمين قوت الأولاد وفاسد يعطيك راتباً، ولو فتاتا خير من مصلح يطعمك وعودا نزيهة لا تسمن ولا تغني من جوع ما لم تتحول الى مشروع ومؤسسة تغطي احتياجات المواطن، فمن لا يملك رغيف خبزه لا يملك حرية قراره، وثورة البوعزيزي الأولى كانت ثورة فقر وجوع وكرامة. وسائل الاصلاح ما زالت تقليدية ولا تشكل تحديا للحكومة، وسنة من الانجاز المتواضع، وهي مرحلة وقتية مهمة في عمر الثورات وانجازاتها، يجب أن تفرض على الاصلاحيين مراجعة شاملة للرؤى والأهداف والوسائل، والضغط نحو تحقيق الأهداف فالمماطلة وانقضاء المدة لا يخدم أحدا سوى النظام، والاكتفاء برفع الصوت ليس كافيا مهما كانت السقوف، فالكلام وحده لا يطعم خبزا ولا يوقف فاسدا ولا يحصل حقا، والحكومة بالنهاية تفعل ما تريد دون أن تسمع لما يصرخ به الشعب، وقد علمنا التاريخ أن الحقوق لا تُطلب ولا تُنتظر مكرمة. هل الأردن والأردنيون عصيون على التغيير الإيجابي حقا؟ هل نحن ضد الفطرة وخارج صناعة الحضارة والتاريخ؟ في الغرب يبدو إصلاحنا في منتهى الجمال والانجاز! الغريب أن الشعب لا يرى ولا يحس بذلك!! دعونا لا نفرط في التشاؤم، فالأمل ما زال غير خاضع للضرائب الحكومية.