خلصت رسالة علمية لنيل درجة الماجستير في الصحافة من الجامعة الإسلامية بغزة، إلى أن عددًا من الصحف العربية عملت مؤخرًا على رسم صورة سلبية للمقاومة الفلسطينية، متأثرة بسياسات الدولة التي تصدر فيها، وموقفها من فصائل المقاومة المختلفة.

ومنحت عمادة الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية بغزة، الأربعاء، الباحث عبد الكريم وليد عبد الله أبو شملة درجة الماجستير في برنامج الصحافة بكليّة الآداب، عن رسالته العلمية التي حملت عنوان "صورة المقاومة الفلسطينية في الصحافة العربية - دراسة تحليلية مقارنة".

وتكوّنت لجنة المناقشة من الدكتور طلعت عبد الحميد عيسى مشرفًا ورئيسًا، والدكتور أحمد عرابي الترك مناقشًا داخليا، والدكتور عبد اللطيف زهير عابد مناقشًا خارجيًا.

أخبار ذات صلة

رسالة لنائبة فرنسية من أصول مغربية: "ملامحك عربية ولا مكان لك هنا"

دراسة: دواء جديد يحقق طفرة في خفض ضغط الدم المقاوم للعلاج

وأثنت اللجنة على الباحث ومشرفه لما بذلاه من جهد في إتمام الرسالة، لما لها من أهمّية كبيرة في مجال الصحافة والإعلام، خصوصًا أنها تتعلق بـ"المقاومة" التي تشكّل ثابتًا من ثوابت الشعب الفلسطيني.

واختار الباحث صحف (الجمهورية المصرية، الدستور الأردنية، العرب القطرية، الفجر الجزائرية)، لتكون عينة ممثلة لمجتمع الدراسة مراعيًا في اختيارها القواعد والأسس العلمية والمنهجية.

وخلصت الدراسة إلى نتائج عدّة، من أهمها أن الاتجاه العام لصورة المقاومة الفلسطينية في صحف الدراسة كانت اتجاهًا إيجابيًا في المركز الأول وبنسبة كبيرة جدًا بلغت (79.4%)، تلاه الاتجاه السلبي في المركز الثاني بفارق كبير بنسبة بلغت (17.7%) فيما جاء الاتجاه المحايد في المركز الأخير بنسبة بلغت (2.9%) فقط.

وأظهرت أن صحيفة الدستور الأردنية رسمت الصورة الإيجابية الأعلى للمقاومة الفلسطينية من بين صحف الدراسة تلتها العرب القطرية، ثم الفجر الجزائرية، فيما عمدت صحيفة الجمهورية المصرية لرسم صورة سلبية للمقاومة الفلسطينية في (43.4%) من موضوعاتها وهي النسبة السلبية الأعلى بين صحف الدراسة.

كما كشفت أن صحيفتي الجمهورية المصرية، والفجر الجزائرية، نسبتا أدوارًا وسمات سلبية للمقاومة الفلسطينية من خلال وصفها بأنها "أدوات إقليمية" و "حركات إرهابية" تهدد الأمن القومي العربي.

كما بيّنت أن صحف الدراسة اعتمدت في غالبية موضوعاتها على المصادر الخارجية، وخصوصًا وكالات الأنباء العالمية، بما تحمله هذه الوكالات من سياسات وأجندة إعلامية قد تسهم في النيل من صورة المقاومة الفلسطينية.

وأوصت الدراسة القائمين على الصحف العربية بعرض موضوعات المقاومة الفلسطينية دون التأثر بسياسات الدولة التي تصدر فيها الصحيفة، أو اتخاذ مواقف مسبقة من فصائل مقاومة معينة لاختلافات دينية أو أيدولوجية، إضافة لتعيين الصحف مراسلين لها في الأراضي الفلسطينية لتزويدها بأخبار المقاومة بصورتها الحقيقية وعدم الارتهان لما تقدّمه وكالات الأنباء العالمية عنها.

وقد حضر المناقشة العلنية جمع من الصحفيين والناشطين الإعلاميين، الذين باركوا للباحث إنجاز رسالته، التي اعتبروها مهمة وإثراء للبحث العلمي.