بهمة الشباب المقبل على الزواج، وبسعادة العريس الذي لم يتبقِ سوى أيام على زفافه، حمل العريس كرم محمود أبو مرشود (25عاما) من سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة كروت فرحه، وأخذ يتنقل من بيت إلى بيت يوزع الكروت، ويدعو أقاربه ومعارفه وأصدقاءه مشاركته يوم زفافه.
حيث كان مقرر في الخامس من الشهر الجاري أن تتم مراسم زفافه على عروسه شيرين صباح "طالبة بكالوريس تربية إسلامية بجامعة القدس المفتوحة" من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما كان من المقرر أن يتزين الحي الذي يسكنه العريس الفقيد من أجل إحياء حفلة الشباب يوم 4/10/2017، لكن قدر الله كان نافذ.
وخلال رحلة العريس كرم في توزيع كروت الأفراح على أقاربه ومعارفه وأهل عروسه في مدينة خان يونس، عاجلته سيارة على شارع صلاح الدين بالقرب من منطقة القرارة، صدمته وأردته جثة ممتلئة بالجروح تصارع الموت في مستشفى غزة الأوروبي جنوب القطاع.
الحزن يخيم
بمجرد انتشار خبر إصابة العريس الشاب بحادث سير وصعوبة حالته الصحية، عمت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الصدمة والحزن على مصيره.
وامتلأت صفحات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء بالشفاء التام والعاجل للعريس، وطالب عدد منهم الحكومة الفلسطينية بوضع حدود وضوابط ومتابعة دورية لملف السرعة الزائدة والحوادث المتكررة على شارع صلاح الدين.
وفور انتشار خبر وفاة العريس كرم سارع عشرات الشبان من مختلف مناطق القطاع للمشاركة في جنازته بمخيم النصيرات، حيث أدوا صلاة الجنازة عليه في مسجد الشهيد عبد الله عزام، وتم دفنه في مقبرة النصيرات المركزية.
ومع لحظات وضع جثمان العريس كرم في قبره، وأثناء قيام الشيخ بتوجيهه بناء على مراسم الدفن الإسلامي، نزل والد الفقيد إلى القبر، واحتضن ولده الفقيد فترة ودموعه كشلال لا تتوقف، ثم استجمع بعض قواه، واحتسب أمره لرب كريم، داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته.
جهاز العروس
قبل إصابة العريس كرم وكما هي عادة الفلسطينيين، وضعت العروس شيرين جهازها بغرفتها الجديدة في منزل عريسها.
لم تخفِ شيرين فرحتها، بل غيرت صورة الغلاف الخاص بها على صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ووضعت صورة عروس ترتدي بدلة الزفاف، مع إضافة عبارة 5/10 "عقبال العزابية" في إشارة منها إلى تاريخ زفافها.
تعالت أصوات الزغاريد، وامتلأ البيت والحي بالفرح الكبير بانتهاء التجهيز لزفاف النجل البكر لعائلة المواطن محمود أبو مرشود، فالكل مشغول في تجهيز نفسه للفرح، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
انتهت مراسم دفن العريس كرم، وخيم الحزن على مخيم النصيرات بفقدان شاب شهد له جميع من عرفه بحسن الخلق وطيب المجلس ولين الكلام، رحل كرم تاركا عروسه تواجه مرارة فراقه، رحل كرم تاركا والديه يعيشون على ذكريات الماضي ووجع الواقع، رحل كرم تاركا خلفه أملا بوضع حد للسرعة الزائدة من السائقين الطائشين على شارع صلاح الدين في قطاع غزة، رحل كرم لكن سيرته الطيبة لا تزال تتردد في كل مكان، رحل الجسد ليزف عريسا إلى الجنة.
