20.57°القدس
20.33°رام الله
19.42°الخليل
18.66°غزة
20.57° القدس
رام الله20.33°
الخليل19.42°
غزة18.66°
الإثنين 21 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

تقرير "فلسطين الآن"

بالصور: "المغير".. القرية التي لا تهدأ المقاومة فيها

1
1
رام الله - مراسلنا

يحاول أمين أبو عليا أن يتفقد أبناء قريته المغير صبيحة كل يوم، فمنذ ما لا يقل عن الشهر تَكَثَف اعتداء جنود الاحتلال على القرية، حالة من الاستنفار الدائم يعيشها سكان هذه القرية التي لا يزد عددهم عن ال4000 بسبب الهجمات الدائمة عليها وبشكل روتيني.

وتقع قرية المغير إلى الشمال الشرقي من مدينة رام الله وعلى بعد 22 كم منها، كما تقع معظم أراضيها من الناحية الشرقية في منطقة العزل الشرقية والتي كانت "إسرائيل" قد أعلنتها منطقة عسكرية مغلقة منذ احتلالها للضفة.

ويضيف أبو عليا: "تبدأ الهجمات على القرية مع عصر كل يوم، نصلي الظهر ونبدأ بالاستعداد، يستخدمون أُسلوب الكر والفر، يريدون إيذاء أبناء القرية بأي شكل، بتنا نعرف أنه مخططٌ يريدون توصيل رسالة معينة من خلاله بسبب انتظام وقت الهجوم، والأسلوب".

تصدي ومقاومة يومية

ويضيف أبو عليا في حديثه لمراسل "فلسطين الآن": "نحاول التصدي وبشكل يومي لكنهم يأتون لمدد قصيرة، يلقون الغاز، يعتقلون، ويعيثون في منازل المواطنين خرابا، أبناء القرية لم يعد بإمكانهم السكوت، فالأمر بات مستفزاً لهم".

ويعد هذا الاستهداف ليس جديداً على هذه القرية، فهي التي شكلت جُغرافياً مربطاً بين الأغوار والمدن الشمالية، فأصر الاحتلال على مدار سنوات أن يسيطر على أراضيها، واعتلت المستوطنات كافة الجبال المحيطة بها، فوصل نسبة الأراضي المصادرة إلى 80% من المساحة الكلية، وامتد شارع "ألون" على هذه الأراضي، ولكن المطالب الاحتلالية اليوم هو بعدم اقتراب السكان أو البناء على ال 20% الباقية من أراضي القرية، فازدادت الأمور تعقيدا، فرفض الأهالي هذا الشرط ورفعوا لواء المقاومة بدلا عن الاستسلام لمطالبهم.

يقول أبو عليا: "يشهد هذا الشارع على المواجهات الأشرس، بمجرد تواجد أحد الرعاة هنا يهجم جنود الاحتلال، وبمجرد تواجد السكان على اراضيهم يجن جنونهم ويدخلون مشاة على القرية، تبدأ المواجهات وسرعان ما تمتد حتى تدخل داخل القرية".

ويتابع: "لا يكترث الاحتلال لحالة الهلع التي تضرب القرية، فالسيطرة السياسية التي فُرضت على المغير منذ سنوات أبقتها على حالها من حيث التطورُ والتوسع، فالشوارعُ ضيقة، والمنازلُ قديمة، والاحتلال يحاول دائماً أن يكثف ضرباته، وحصر الشبان داخل البلدة القديمة، قنابل الصوت في كل مكان، رائحةُ الغاز داخل الجدران والبيوت الضيقة، وانذارات وتهديدات الاحتلال تُتركُ على المركبات بعد كل اقتحام ليلي".

ويضيف: "مؤخراً وضعوا بوابة حديدية تعزل القرية تماما باغلاقها، فيتمكنون من محاصرة السكان هنا، هذه البوابة وضعت بجانب نصب تذكاري وضعوه مكان قتل أحد مستوطنيهم وجرح زوجته ومرافقيه، في العملية التي نفذه الاسير القسامي مجدي النعسان على الشارع 458، نحن نشعر بغضبهم من صمود القرية في وجههم طوال السنوات الماضية، ولكن أبناء القرية وشُبانَها مصرين على عدم الاستسلام لرغباتهم".

اغلاقات دائمة منذ عام 2000

حالات الاغلاق ليست جديدة على القرية، فمنذ اندلاع انتفاضة الأقصى أصبح المدخلين الشرقي والغربي من قرية المغير مستهدفين بشكل دائم، ويتم اغلاقهم بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية.

يقول الناشط في القرية كاظم الحج محمد: "إلى الجهة الشرقية من القرية، يغلق الاحتلال المدخل الشرقي بالمكعبات الإسمنتية، ويعتبر هذا الطريق عبارة عن حلقة وصل في ربط القرية بالطريق الالتفافي الذي يحمل الرقم 458 و المار بأراضي القرية، حيث  يتوجه المواطنون من خلاله  باتجاه المحافظات الأخرى، أما المدخل الغربي الذي يُغلق فيعتبر وسيلة لربط القرية ببلدة ترمسعيا وخربة أبو فلاح والمزرعة الغربية والقرى الواقعة شمال مدينة رام الله، ويعتبر من الطرق الحيوية التي تخدم القرية".

ويضيف في حديثه لمراسل "فلسطين الآن": "حالة الإغلاق هذه جعلت الشبان كالقنابل الموقوتة، واستهدافهم عالي الوتيرة يأتي في ظل هذه الاغلاقات، مهما حاولنا أن نردع الشبان، لن يقبلوا أن يصبحوا كحجارة الشطرنج في أيديهم، فاقتحامهم للقرية هو اعتداء على كرامتهم بأشكال مختلفة، فمرة يغرقون البلدة بقنابل الغاز ويغادرون، ومرة أُخرى يضربون الأطفال ويغادرون، هم يعتمدون على أسلوب الكبسات، أي هجوم سريع، وأضرار جسيمة، واعتقالات... وانسحاب".

وتسجل محاولة سيطرة المستوطنين على منطقة "القابون" على أحد الجبال انتصارا لهم، حيث تصدى أبناء القرية لمستوطن حاول فرض الأمر الواقع على السكان، وتمكنوا من دحرِه على الرغم من الدعم القوي الذي قدمه الاحتلال لهم.

حالة القلق التي يحاول الاحتلال وضع القرية فيها، يقابلها أبناء القرية بالمزيد من الصمود والتحدي، فالتصدي لوجود المستوطنين على أراضيهم، ومنعهم من المرور بسلام من الشوارع التي بسطها الاحتلال على أراضيهم ومصدر رزقهم الأساسي أمراً بديهيا، يتحدث عنه ابناء القرية على الملأ، ويؤكدون أن سبيل المقاومة لن يثنيهم عن منع المزيد من السيطرة على أراضيهم. 

2 3 4