في تقرير لفضائية العربية وصف مصر الآن على أنها على صفيح ساخن ؟! وفي فضائية صدى البلد المصرية نهر يتدفق بأمواج التخويف من الإخوان ، ومن فوز المهندس الدكتور محمد مرسي . الفضائية المحترمة لا تستضيف إلا كارهاً للإخوان ، وتبادر إلى نشر فبركات الأخبار المضادة على المشاهدين ، ثم تنفيها بعد أن تحقق أهدافها من خلال مصدر آخر لكي تلبس ثوب الحياد والنزاهة ، وتنجو من المساءلة ؟! الإعلام المضاد ، القائم على الفبركات ، وبث الإشاعات ، ليس عملا فردياً ، وليس عملا عابراً ، بل هو عمل مؤسسة ، وعمل مبرمج يقوم عليه خبراء في صناعة الرأي العام ، وأهداف الإعلام المضاد هي أهداف سلبية ، لا يتقبلها شرف المهنة الإعلامية ، لذا تتم الصناعة في الخفاء . ومن عناصر هذا الخفاء ، تجهيل المصدر ، كأن يقال مصادر عليمة ، أو مصدر رفض ذكر اسمه ، أو موقع الكتروني ، أو مصدر مجهول على الفيس بوك أو تويتر ، ومن ثم تتعامل معه الفضائية بالنشر قبل التثبت من الصحة ، ثم بعد ذلك تبحث عن التثبت. الإعلام المضاد إعلام يسترزق بشرف المهنة، وينحاز إلى حزب دون آخر، وقد يحقق بعض المكاسب، ولكنه في النهاية يخسر كل شيء لأن الضحك على الناس، لا يدوم، ولا يطول، وحبل الكذب قصير، ولا يوجد في العالم اليوم ثورة متدفقة مثل ثورة الإعلام. الإعلام المضاد الذي استمعت إليه من بعض الفضائيات في مصر هو إعلام حزبي، يتماهى مع الإعلام الحكومي الذي صنعه نظام مبارك، وهو يقوم على خصومة غير مبررة لحركة الإخوان المسلمين، ويقدم الإخوان للرأي العام في صورة مشوهة كتلك الصورة المشوهة التي ورثناها عن الحكم البائد، وحكم عبد الناصر. لم يتوقف الإعلام المضاد عند تخويف الغرب وأميركا من الإخوان من خلال استخدام الورقة القبطية، أو ورقة كامب ديفيد، أو ورقة الحريات، أو ورقة الخلافة الإسلامية بل ركز في حملته الآن على تخويف المجتمع المصري والرأي العام المصري من الإخوان، فضخم أخطاءهم، وأخفى نجاحاتهم، وقفز عن ثورتهم ضد الاستبداد على مدى 83 عامًا، وأخرجهم من ميدان التحرير، ووصفهم بالاستحواذ، والاستعلاء، وهم في الحقيقية ضحايا الاستبداد والاستحواذ والإقصاء، ويكفي ما حصل معهم في حل مجلس الشعب، وما يحصل معهم وضدهم في انتخابات الرئاسة، والتي يجمع الشعب المصري عدا قلة كارهة على فوز مرشحهم محمد مرسي. كان الله في عون الإخوان على جرائم الإعلام المضاد، الذي تبثه فضائيات تدعي الوطنية والحياد؟! مصر الوطنية، ومصر الثورة الجديدة، ليست هذه الأصوات المرتفعة والناعقة بالتخويف. مصر الوطنية الإسلامية هي التي التفت حول الإخوان في عهد الملكية بعد أن رأت حبهم لدينهم، وحبهم لشعبهم، وتضحيتهم من أجل وطنهم، وهي مصر التي قدرت صبرهم وتضحياتهم في زمن الجمهورية، وعرفت سلمية دعوتهم، وشفقتهم على من ظلموهم ووضعوهم في السجون والمعتقلات، وأقصوهم عن الحياة العامة، وضيقوا على أرزاقهم وأبنائهم. مصر الوطنية هذه هي التي ستقف في وجه الإعلام المضاد الذي ملأ مصر والفضاء إرجافًا وأكاذيب. مصر الوطنية هي التي تعرف أن الإخوان جاؤوا رحمة لمصر وللأمم، لأن الإسلام نفسه جاء رحمة للعالمين. مصر هذه هي التي ستدافع عن الثورة وعن الانتخابات، وهي التي تضحك وتسخر عندما تسمع الفبركات الإعلامية، وتشفق على مصير فضائيات الإعلام المضاد، المسكون بالكراهية الحزبية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.