من جديد، تستأثر جامعة النجاح الوطنية في نابلس بجائزة "غيرنر" العالمية للأبحاث لعام 2017، بعد فوز الطالبة رُلى عزت محمد القبج، طالبة الماجستير في برنامج دراسات المرأة في الجامعة.
المميز في الأمر أن القبج هي رابع من يفوز بالجائزة من جامعة النجاح بعد الطالبتين سوسن الشيخ وكرمل صبح والطالب أمجد بشكار.
وتُعد جائزة غيرنر العالمية للأبحاث إحدى أهم الجوائز العالمية، التي تقدّمها مؤسسة الدراسات الدولية في الولايات المتحدّة الأمريكية ويشرف عليها في فلسطين مركز الأبحاث الفلسطيني الأمريكي (PARC)، وتقدّم جوائز في قرابة 40 مجالاً مختلفاً.
وفازت الطالبة القبج بالجائزة عن مشروح بحثها (رسالتها في الماجستير)، الذي حمل عنوان "دوران العمالة القسري في سوق العمل الفلسطيني وأثره في التمكين الاقتصادي للنساء في الضفة الغربية: دراسة على المؤسسات الخدماتية في القطاع الخاص في مدينة نابلس".
دوران العمالة
وتمحورت مشكلة الدراسة في سعي الباحثة إلى تحديد ما إذا كان هناك فروق في معدلات دوران العمالة القسري يُمكن أن تُعزى للنوع الاجتماعي كأحد أنواع التمييز القائم على النوع الاجتماعي الموجود في سوق العمل الفلسطيني، وأثر دوران العمالة القسري على التمكين الاقتصادي للنساء في القطاع الخاص الخدماتي في مدينة نابلس.
والطالبة رُلى ضربت مثالاً لزملائها في الاجتهاد، فرغم تخرجها من جامعة النجاح عام 1997 من تخصص أدب إنجليزي، أبت إلا أن تعود بعد مرور السنين لإكمال مسيرتها التعليمية في جامعتها الأم، وفي برنامج ماجستير دراسات المرأة، وهي من الطلبة المتفوقين في برنامجها بمعدل تراكمي 3.93.
وعودة للإنجاز، فقد باتت الجائزة خلال السنوات الثلاث الماضية تحمل النكهة الفلسطينية، وأصبحت بمثابة ماركة مسجلة باسم جامعة النجاح، بعد فوز الطلبة الأربعة بها تباعا.
إذ سبق فوز القبج بفترة قصيرة نسبيا، طالب الماجستير في برنامج التخطيط والتنمية السياسية في الجامعة، أمجد بشكار، الذي قدم بحثا حمل عنوان "الشراكة السياسية لدى حركات الإسلام السياسي: دراسة حركة حماس"، ليفوز بالجائزة التي تقدّمها مؤسسة الدراسات الدولية في الولايات المتحدّة الأمريكية عن فئة الدراسات الدولية بمستوى مشاريع رسائل الماجستير المختصة بالعلوم السياسية على مستوى العالم.
يقول بشكار، إن "أهم ما ميّز الرسالة التي قدّمها عن باقي الدراسات الأخرى محورين رئيسيين، تمثل الأول بأن كل الدراسات السابقة تناولت علاقة حركات الإسلام السياسي مع الدولة أو مع "العسكر" أو مع القوى الوطنية، إلى أنه قرر الخوض بالبيت الداخلي لحركات الإسلام السياسي".
أما المحور الثاني فيتمثل في كون معظم الدراسات السابقة كانت تتحدث عن (المشاركة السياسية)، في حين تناول هو (الشراكة السياسية) وهذا يعني أن هذه الدراسة هي أعمق بكثير من أي دراسة أخرى.
منافسة شديدة
وعلى الرغم من المنافسة الشديدة التي شهدتها جائزة "غيرنر" للأبحاث في نسختها الحالية، إلا أن رسالة الطالب بشكار استطاعت أن تتفوق على جميع الأبحاث المشاركة من مختلف الجامعات حول العالم وما يزيد الإنجاز تميّزاً أنه وعند التقدم للمسابقة كانت رسالة الطالب أمجد في بدايتها وفي مرحلة الخطة، والآن وقد وصلت لمراحلها الأخيرة فقد تناولت الرسالة قادة الصف الأول من حركات الإسلام السياسي ليس على مستوى فلسطين فحسب بل على مستوى العالم.
ويشير أنه وعند عمله على رسالته في الماجستير كان يقضي ما بين الـ10 -12 ساعة يومياً في القراءة حتى وصل لنتائجها الأخيرة.
يُذكر أن الطالب أمجد بشكار هو أحد خريجي جامعة النجاح، إذ حصل على درجة البكالوريوس منها في تخصص علم النفس عام 2014، مكملاً مسيرته العلمية بالتحاقه ببرنامج الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية.
