هل تلاحظ بعض الآثار الجانبية عندما لا يكون نومك جيدا؟ وهل تعلم أن هناك أمراض أكثر خطورة يمكن أن تتطور أو تزداد سوءا مع استمرار الحرمان من النوم؟
توجد آثار جانبية مشتركة تحدث لبني الإنسان في حالة عدم الحصول على قدر كافي من ساعات النوم كل ليلة، وذلك مثل الشعور بالضعف، وآلام في العضلات، وعدم القدرة على التفكير أو التركيز في العمل أو الدراسة.
ولكن هل تعلم أن هناك أمراض أكثر خطورة يمكن أن تتطور أو تزداد سوءا مع استمرار الحرمان من النوم؟
يجيب عن هذا السؤال شعبة طب النوم في بجامعة هارفارد؛ فالناس الذين يفشلون باستمرار في الحصول على قسط كاف من النوم هم في خطر متزايد بالإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة التي قد تنمو في جسمك، وهي:
1. مرض الزهايمر
ربط الباحثون عادات النوم السيئة بمشكلة مرض الزهايمر، وخلصت الدراسة نفسها إلى أن نقص النوم يساعد أيضا على تطور هذا المرض.
2. سرطان البروستاتا
أثبتت دراسة حديثة أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 67 و 96 عاما، ويعانون من مشاكل في النوم؛ تم تشخيص أكثر من 60 في المئة بمرض سرطان البروستاتا، وازدادت هذه النسبة عندما أفاد المواطنون بوجود صعوبة في النوم.
وأشار الباحثون إلى أن العلاقة بين السرطان والحرمان من النوم الكافي، تعود إلى مستويات الميلاتونين المنخفضة في جسم الإنسان، وهو مادة كيميائية هامة تفيد في قمع نمو الورم.
3. السمنة
أثبتت العديد من الدراسات الجديدة أن هناك علاقة بين نقص ساعات النوم وزيادة الوزن. فخلال فترة النوم يفرز الجسم الهرمونات التي تساعد في السيطرة على الشهية، وتنشيط عملية التمثيل الغذائي، ومعالجة الجلوكوز.
لذلك، فإن عدم حصول الجسم على قسط كاف من النوم، يؤدي إلى فقدان توازن هذه الأجزاء وأجزاء أخرى من كيمياء الجسم، بما في ذلك الكورتيزول، والأنسولين، واللبتين وهو الهرمون الذي يخبر الدماغ بأن جسمك لديه ما يكفي من الغذاء.
وبالتالي، يمكن أن يؤدي نقص مقدار النوم إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام، حتى لو كنت أكلت بما فيه الكفاية. وفي حال استمرار هذه الدورة، فإن نسبة السعرات الحرارية المضافة للجسم ترتفع بنسبة كبيرة، مما يجعل محاولات فقدان الوزن في المستقبل أكثر صعوبة.
4. السكري
يمكن أن يتطور مرض السكري من النوع الثاني بسبب قلة النوم، وهو ما يسبب تأثيرا على معالجة الجلوكوز في الجسم.
واكتشفت دراسة متعلقة بالنوم قصير المدى، أن الإنسان عندما يقلص وقت النوم من ثماني ساعات أو أكثر إلى أربع ساعات في الليلة، فإنهم يعالجون الجلوكوز ببطء أكثر، مقارنة بآخرين ينامون 12 ساعة.
5. أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم
هناك أدلة متزايدة تؤكد على وجود علاقة بين اضطرابات النوم وأمراض القلب، فقد يصل الأمر إلى توقف عملية التنفس أثناء النوم، بالإضافة إلى العديد من المشاكل التي يمكن أن تظهر مع مرور الوقت.
ويعاني مرضى انقطاع النفس من ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم في كل مرة يستيقظون فيها، والتي تؤدي مع مرور الوقت إلى ارتفاع مزمن في ضغط الدم، وهو ما يعرف باسم ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع المزيد من معدلات ضغط الدم طوال اليوم بأكمله، بعد ليلة سيئة في النوم.
6. اضطرابات المزاج
قلة النوم بشكل مزمن يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في المزاج على المدى الطويل، بما في ذلك الاكتئاب، والقلق، والضيق النفسي.
وقد أثبت الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون أربع ساعات ونصف في الليلة راودهم شعور بالحزن والغضب أكثر شدة، واستنفدت قواهم العقلية. وكانوا في حالة أخرى أقل تفاؤلا. وكل هذه الأعراض تحسنت على الفور عندما عادوا إلى النوم العادي.
وسيلة وقائية
ندرك جميعا أن النوم شيء يحتاج إليه الإنسان بانتظام؛ حتى لا يصاب بالضعف، والمزاج السيئ، وعدم التركيز، الذي ينتج عن نوم ليلة سيئة.
يحتاج الناس إدراك أن قلة النوم، لا سيما بصورة مستمرة، يمكن أن تؤدي إلى ظروف أكثر خطورة تهدد حياة الإنسان. حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مرض السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأكثر من ذلك مثل انخفاض مستوى الصحة وقصر العمر المتوقع.
ويمكنك اتباع بعض التدابير الوقائية التي تساهم في الوقاية من أمراض قلة النوم، وذلك مثل الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي، وممارسة الرياضة، والنوم مبكرا، والابتعاد عن الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا قبل النوم، وهذه أسهل الطرق التي يمكنك اتباعها للحصول على قسط كاف من النوم بشكل منتظم.