ثارت خلال اليومين الماضيين معركة تنافسية بين فريق الأحمر والأخضر للفوز بجيوب الغزيين مقابل بيعهم هواء اتصالات، وقد أظهرا كرما نادرا بحملات هدايا ترويجية استقبالا للأحمر الجديد، وترسيخا لوجود الأخضر القديم.

ولأن غزة كعادتها تتفاعل مع الأحداث على طريقتها المثيرة فقد بدا أن المنافسة بين التاجرين، قد تجاوزت قطاع الاتصالات الخلوية، وكأن الناس جمهور مشجعين على مدرجات ملعب كرة قدم بين فريقين في نهاية بطولة كروية.

وما أن انفض الفدعوس حتى بدأ المواطن يعيد حساباته ويقلب شريحة وفاتورة هاتفه بناء على معايير الربح والخسارة، بينما تقيم الشركتان علاقاتها مع المواطن الفلسطيني بمعايير الربح أو الربح الأكبر.

محاولة الأخضر والأحمر توصيف علاقاتهما مع المواطن بأنها علاقة حب وغرام، لخطف قلبه "واسعة"، لأن الحقيقة بدون إعلانات تجميلية أو أغان ترويجية، تتلخص في سعي أصحاب المال والأعمال إلى تقديم خدمات في قطاع الاتصالات مقابل أرباح، بل أرباح طائلة، في المقابل المواطن لا ينتمي لا لقبيلة بني الأحمر ولا لعشيرة بني الأخضر وهو يأمل أن يؤدي تنافسهما إلى تخفيض قيمة الهواء الذي يشتريه ويحسن جودة الخدمات، ويجني امتيازات جديدة تضاهي ما يقدم في الدول المجاورة، إلى جانب مسئولية الشركتين تجاه المجتمع الغزي، وألا يتم حلب المواطن، وأكله لحما ثم تركه عظما.

بلغة الأرقام يمكن فهم سبب هذا التنافس الكبير بين الخلويين، حيث تشير معطيات اقتصادية إلى أن الإيرادات التشغيلية لمجموعة الاتصالات الفلسطينية (من ضمنها جوال) ارتفعت في الربع الأول من العام الجاري، إلى 81 مليون دينار أردني، مقارنة مع 80.4 مليون دينار في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وتظهر بيانات شركة الوطنية موبايل، أن كل خط من خطوط الشركة الـ 777 ألفاً، في الضفة الغربية حقق إيرادات شهرية بلغت 7.3 دولار أمريكي، أي 21.9 دولار أمريكي لكل خط في الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري.

يعني من الآخر المواجهة في غزة حاسمة للونين، أحدهما يريد تحقيق معادلة: الجيب الغزاوي يقبل القسمة على اثنين، والآخر يرد بالمثل الشعبي المصري:" أنا زي الفريك محبش الشريك"