انتخابات الرئاسة المصرية لم تكن عرسا للديمقراطية، فذلك وصف لا ينفع سوى للاستهلاك الإعلامي، حيث هي في الواقع معركة حامية الوطيس سقط فيها الفلول وآمال دولة الاحتلال " إسرائيل"، وكل من دار في فلكهم وانتظم في محورهم، فمن شعر بالحزن ومرارته لنتائج الانتخابات المصرية وفوز مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي فليعلم أنه يشارك اليهود أحزانهم وأتراحهم، أما الذين أسعدتهم وأدخلت الفرحة إلى قلوبهم فهم الشعوب التي تنتظر خلاصها بعزة الإسلام وقوة المسلمين. إن فوز د. محمد مرسي لحظة تاريخية، لحظة ابتدأ معها التاريخ المشرف للمنطقة العربية والإسلامية بأسرها، ونؤكد بأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وهذا ما يجب أن يعيه كل من يفهم ما تعنيه " صناعة التاريخ"، فنواح أشباه الرجال وعديمات الأدب والأخلاق من مؤيدي الفلول أمام وسائل الإعلام المختلفة لن يشوه الصورة المشرقة للثورة المصرية، ولن يعكر الفرحة لانتصار الحق على الباطل، ولن يغير واقع الأشياء، وكذلك فإن النباح عبر الإعلام العربي المتصهين الذي يحذر المصريين من حكم الإخوان، ويحرض دولة الاحتلال (إسرائيل) والمجتمع الغربي عليهم، لن يخرج المخلوع مبارك من سجنه ولن يعيد الرئيس مرسي إليه، فنظام مبارك انتهى إلى غير رجعة ولا عزاء لأذنابه. في نوفمبر 2007 كتبت مقالا بعنوان" لماذا صدم العلمانيون من برنامج الإخوان؟" وقد أنهيته بالجملة التالية أنقلها حرفيا:(( إن جماعة تمتلك مثل تلك الرؤية ومثل تلك الشعبية ليس بعيدا عنها أن تمتلك زمام الحكم في مصر والأمة العربية في غضون سنوات قليلة، رغم كل المؤامرات والعراقيل التي اعتادت عليها))، ولم أقل ذلك اعتباطا ولا رجما بالغيب لأن المقدمات دليل النتائج، وقراءة الواقع قراءة صحيحة تمكننا من استشراف المستقبل، وكذلك لا يمكن انتظار الحصاد دون زراعة ورعاية، ومن يريد تقاسم المناصب ومحبة الشعب لجماعة الإخوان عليه أن يسابقهم في خدمة الشعوب ورعاية مصالحهم، ونشر الخير والمحبة بين الناس لكسب قلوبهم، أما النواح و" تقطيع الهدوم" أو حتى النقد والتنظير غير البريء فلا يقود أصحابه إلا إلى بحر النسيان أو التهلكة في الدنيا والآخرة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.