30.55°القدس
30.08°رام الله
29.42°الخليل
31.39°غزة
30.55° القدس
رام الله30.08°
الخليل29.42°
غزة31.39°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

عندما يكسر الفخار بعضه

82
82
علي ديبة

سوف أدخل إلى هذه الديمقراطية، وأدق بطبلها على نحو ما يفعل غيري من الاشتراكيين والرأسماليين، وسواهم من مواليد أبراج الجدي والسرطان والجوزاء القوميين والبوذيين والكفرة الفجار والمؤمنين الصالحين. غير أني لن أدخل موضوعي دخولاً يتشابه مع شاري الفجل والبندورة، إنما سأفتح بقلمي وأصابعي مضائق البحار السبعة قبل ركوبي مثل هذا المركب الصعب..

هي مجرد توطئة تافهة كتبتها بقصد الضحك والإضحاك، علني أصل إلى حبال تساعدني على القفز بين الجماهير العربية القلقة المضطربة من زيف الديمقراطية وفصول مجلس الأمن وبنود هيئة الأمم، إلى قرارات جامعتهم العرجاء والخرقاء، التي صارت سوقاً من أسواق المزادات لبيع وشراء وتوزيع أسلحة غبية وذكية، توجه فوهاتها إلى صدورنا نحن أبناء عدنان وقحطان، لأننا رفضنا ونرفض استبدال نسبنا بما لدى الصهاينة والأمريكان والسلاجقة من أنساب وألقاب..

وهذه نقطة لافتة، لا أقف عندها وحيداً، إنما يقف معي جمهور واسع من المتعلمين الوطنيين والمثقفين القوميين، بمواجهة الذين باعوا أرواحهم لشياطين وأبالسة شبه الجزيرة العربية، تلك البادية التي أتينا من رحمها قبل ثلاثة آلاف عام من بشارة سيدنا العربي عيسى المسيح، الذي ولد في فلسطين، الجنوب المحتل من بلاد الشام..ولست بصدد قسمة وتقسيم الشعب السوري بين صالح وطالح، بقدر ما أسعى إلى شريحة اجتماعية صامتة، مازالت تشكل المساحة الأوسع والأكبر من جغرافيتنا السكانية، فأشير إلى بعض الأسباب التربوية الثقافية، التي أثرت وتؤثر سلباً على جوادٍ أصيلٍ كبت قائمة من قوائمه..

وأقسم بالله العظيم ألف مرة أنني لو أعرف صاحب المثل القائل: فخّار يكسِّر بعضه. لكسرت يده وفخذه قبل قطع لسانه، ولا أعتقد أن أحداً يعارضني فيما ذهبت، خاصة إن نحن أدركنا ووعينا تلك النتائج الانهزامية المؤثرة في سلوكنا كبشر، لقولٍ راح قدوة ومثلاً لأجيال صارت لا تعرف كيف تدافع عن بلادها..على المنوال ذاته وسواه من آلات الحياكة والنسج نسمع من يردد، دون وعي وإدراك وفهم لما يقول بعد التفصيح:" من يأخذ أمنا نناديه عمنا.. ولن أوغل في اصطياد هذه الأمثال، وما أسهل صيدها، ولن أشرح وأفسر تراجمها، غير أني أشك بمصادرها، إذ أن ثقافتنا العربية ثقافة صحراوية في أصولها، قوامها إغاثة الملهوف ونجدته، والكرم وحسن الضيافة والفخر والاعتزاز بالفروسية وساحات الوغى، وأجزم أنها ثقافة سلجوقية عثمانية تسللت إلينا قبل نصف ألف من الأعوام، وإلا لماذا يطبق الصمت على أفواه الأتراك ويعمي بصائرهم عما فعلته إسرائيل وما تفعله الصهيونية والأمريكان وحلف الناتو بحكوماتهم وبلدانهم، لولا هذه العبارات المتوارثة عن أجدادهم الأناضوليين.. وبشيء من فانتازيا التنافر المعاكس، وجدتُ أن عربان الملوك والأمراء والشيوخ قد أدمنوا العري من كل ما يستر الروح والجسد، فقررت اختراع حبات تكشف عن نجمة سداسية زرقاء.. ويا لهول ما رأيت تحت جلودهم..