28.33°القدس
27.97°رام الله
27.19°الخليل
30.55°غزة
28.33° القدس
رام الله27.97°
الخليل27.19°
غزة30.55°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

البلفوريون الجدد

وعد-بلفور
وعد-بلفور
أنس إسماعيل

في كل عام في ذكرى بلفور يبدأ الفلسطينيون بالمسيرات والحملات والمطالبات ضد الوعد وأهل الوعد، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، ولكن عادي، لم يتغير شيء منذ مائة عام، فكل مسيراتنا في عرض الحائط، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت أتعرفون ما السبب؟

لأنه في كل يوم تطلع فيه الشمس نصبح على وعد جديد، يشبه تماماً بلفور، وعد من أطراف عربية تحاول التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتحاول التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي على أنه واقع، وكل ذلك على حساب الفلسطينيين الي ماكلين زفت في الضفة وغزة والداخل والشتات، بدل أن تتجه الوعود العربية للاجئين في لبنان الي ساكنين في زنازين وممنوعين من العمل، أو للفلسطينيين الي في الضفة الي لازمهم يوم كامل حتى يطلعوا من مدينة لمدينة، أو للفلسطينيين الي في غزة بوعد فتح لهم المعابر ورفع الحصار.

البلفوريون الجدد أكثر ضراطة وضرراً من بلفور نفسه، فبلفور وعد بما لا يملك، والعرب وعدوا بما يملكوا بأن تبقى علاقاتهم جيدة مع الاحتلال، دخيل ربنا هي القصة ناقصة وعودات، ولو أردنا الانتفاض أمام كل وعدٍ جديد لما كفانا العام كله مسيرات ومطالبات.

المهزلة الحاضرة أمامنا لا تتمثل بوعد بلفور فقط، فنحن نعد بعض كل يوم بتحقيق المصالحة داخلياً، ووعدنا كلام ليل، مدهون بزبدة، والصباح رباح، بيطلع الصبح بيتغير الكلام، ووعودات التسهيلات بدأت بزيادة الرسوم والضرائب على غزة وأهلها، بدل أن تكون حكومة الوفاق في صالحهم وتتخذ إجراءات سريعية لوعوداتها البلفورية، لأن أفضل رد على وعد بلفور أن نصدق في وعودنا الداخلية.