21.28°القدس
20.67°رام الله
19.42°الخليل
23.33°غزة
21.28° القدس
رام الله20.67°
الخليل19.42°
غزة23.33°
الإثنين 20 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: المضربون عن الطعام بسجون السلطة.. شهود على المهزلة!

كان يوم أمس حافلاً بالمفارقات، إذ كان يكفي أن تقف مع أهالي معتقلي الخليل السياسيين المضربين عن الطعام في سجن مخابرات بيت لحم، حيث يتواجد حالياً أربعة منهم، لتستشعر مرارة المهزلة، وأنت تخاطب سجاناً فلسطينياً معبّراً عن غضبك من استمرار احتجاز المعتقلين، رغم مرور ثمانية أيام على بدء إضرابهم عن الطعام!. اعتصم ذوو المعتقلين الأربعة أمس أمام سجن بيت لحم؛ وحاولوا أن يسمعوا أصوات هتافهم إلى محمد الأطرش ومحمد أبو حديد ومعتصم النتشة وعثمان القواسمة، ليقولوا لهم: إننا معكم في معركة الكرامة، معكم في وجه التخاذل وانعدام النصير، معكم ضد العربدة والكذب وبيع الأوهام، وضد السّفه المسمّى مشروعاً وطنياً لم يعد ينتعش إلا على حساب أعمار المقاومين والمناضلين، التي تهدر دونما حساب في سجون أجهزة فتح الأمنية في الضفة الغربية. وكعادة الأجهزة الأمنية التي تتقن التهديد والاستقواء على المستضعفين أيّما إتقان، فقد هدد جهاز المخابرات المعتقلين الأربعة في سجنه بأن يفرقهم على سجون الضفّة في حال لم يعد الأهالي أدراجهم، أو أصرّوا على تنظيم الاعتصام أمام مقرّ الجهاز في بيت لحم، وهو ما رفضه الأهالي وأصروا على اعتصامهم، رغم منع وسائل الإعلام ومراسلي الفضائيات من تغطيته!. فأن تنفّذ نشاطاً احتجاجياً سلمياً أمام أي مقرّ أمني يعني أنك ستخدش بالضرورة هيبته وتنال من كبريائه الأمني، والأهمّ من هذا أنك تكسر حاجز الخوف المتين الذي اجتهدت مختلف الأجهزة الأمنية في صنعه على مدار السنوات الفائتة، وأرادت أن تضخّم هالة الرعب المضروبة حولها إلى أقصى حدّ، أملاً في تثبيت دعائم حكمها، وردع جميع المحاولات (الانقلابية) التي تعني بالضرورة المساس بأمن الاحتلال!. وأن تتضامن مع المعتقلين في سجون السلطة سيعني لنفر من المتاجرين بالوطنية أنك منصرف إلى هوامش القضايا، ومنكر لمعاناة المعتقلين في سجون الاحتلال، رغم أن أحداً من هؤلاء لا يقف أمام مرآة الحقيقة ليرى فيها شبح نفاقه، وليبصر أن الوجوه هي هي، باختلاف التوقيت فقط، فأسرى السلطة هم أسرى مؤجلون لدى الاحتلال والعكس صحيح، والأهمّ من هذا أنهم يعاقبون هنا وهناك على الجنحة ذاتها وهي العضوية في تنظيم مقاوم (محظور) في عرف هؤلاء وأولئك!. مرّت بضع سنوات بداية انتفاضة الأقصى حسبنا فيها أن الدم الفلسطيني لا يصير ماءً، وأن البندقية الفلسطينية ستثوب إلى رشدها إن ضلّت الطريق وتموضعت في كنانة المحتل بعض الوقت، لكننا عدنا لنكتشف منذ خمس سنوات أن حبر الاتفاقات (المقدسة) مع الإسرائيليين أغلى من دم الشهداء وعذابات الأسرى، وأن متطلباتها أوثق من عرى الأخوّة في الوطن، وأغلى من لسع الكرامة، وأن بريقها يذهب الإحساس بالخجل عند من يتشدقون بالقول إننا نعتقل (خارجين عن القانون) ونعاقب من يحوز سلاحاً حتى لو كان مقاوماً لأن قانون السلاح الواحد يقضي بأن السلاح غير المرخص من (إسرائيل) محرم رصاصه في الضفة الغربية. ستمضي أيام أخرى طويلة قبل أن تنتهي معاناة المضربين الستة في سجون السلطة: إسلام العاروري وأنس أبو مرخية، والأربعة المذكورين أعلاه، نقول هذا لأننا ندرك أن الأجهزة الأمنية في الضفة تحاول محاكاة نهج إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية مع المضربين في سجونها، حيث تتجاهل شأنهم تماماً في بداية الإضراب، ثم تلتفت لهم بعد اليوم السبعين أو الثمانين على إضرابهم! وما دام قد ثبت أن للفلسطيني قدرة فريدة على الصبر على الجوع قد تصل إلى 90 يوما (كما حدث مع محمود السرسك المعتقل لدى الاحتلال) ففيمَ العجلة إذن؟ ما زالت هناك سعة من الوقت ستراهن الأجهزة الأمنية خلالها على ضعف المضربين أو انكسارهم أو اضطرارهم لفكّ إضرابهم، وهو وقت يكفي أيضاً لكي يضحك قادتهم بملء فيهم وهم يبيعوننا أكاذيبهم الإعلامية بالجملة حول المصالحة وعزمهم على إنجازها، وحول تفاصيلها التي تبدو مخزية ومقيتة أمام مشهد الجوعى في سجون بني الجلدة