تفاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسلطة الفلسطينية تطلق اسمه على أحد شوارع مدينة بيت لحم، ولم يخفِ استغرابه بتعليقه الذكي: كنت أود أن أعيش لفترة أطول بقليل، ونحن بدورنا استغربنا ليس فقط من أجل " التكريم الزائد عن الحد" لمن هو على قيد الحياة، ولكن لأن الرئيس الروسي بوتين لا يستحق أي نوع من التكريم فلسطينيا أو عربيًا لما اقترفه قبل وأثناء زيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة. معروف أن روسيا تقف بكل قوة إلى جانب نظام الطاغية بشار الأسد، وتمده بمختلف أنواع الأسلحة للقضاء على الثورة الشعبية السلمية في سوريا، وتمنع أية محاولات عربية أو دولية لإسقاط النظام الأسدي بل وتتهم الشعب السوري الشقيق بالإرهاب، وتبرئ الطاغية وشبيحته من قتل الأطفال والنساء والأبرياء وهدم المساجد والبيوت فوق رؤوس أصحابها. الرئيس بوتين لم يكتف بجرائمه ضد الشعب السوري بل واقترف جريمة تاريخية خلال زيارته لفلسطين المحتلة ووقوفه أمام حائط البراق، حيث ادعى بأن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس، ولم يصدر عن السلطة الفلسطينية أي احتجاج على هذا الاعتداء السافر على قضيتنا وتاريخنا ومقدساتنا الإسلامية لصالح المحتل الإسرائيلي، فالرئيس الروسي افتقد حتى إلى أدنى حدود الأدب واللياقة الدبلوماسية بتصريحه الذي يتناقض مع الحقائق التاريخية البديهية، فاليهود شذاذ آفاق قدموا غزاة إلى فلسطين من مختلف أرجاء العالم، وغالبيتهم من روسيا مسقط رأس بوتين وهذه حقيقة لا تفوت داهية مثل الرئيس الروسي. أعتقد أنه من الأنسب أن تراجع السلطة الفلسطينية طريقتها في تكريم " ضيوفها"، فوسام القدس _مثلا_لا يستحقه من يعترف بدولة الاحتلال " إسرائيل"، وشوارعنا لا تسمى بأسماء من يعتدون على شعبنا وقضيتنا وعلى الشعوب العربية، وخاصة أن زوار رام الله من الرؤساء والسياسيين لا يأتون_بشكل عام_ إلا من أجل الضغط على السلطة لتقديم التنازلات لدولة الاحتلال، وهكذا فعل الرئيس الروسي الذي يريد إعادة الفلسطينيين واليهود إلى طاولة المفاوضات العبثية دون وقف الاستيطان، والالتزام بشروط الرئيس محمود عباس أو حتى وقف جرائم " إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.