تابعنا بقلق شديد المؤتمر الصحفي الذي عقده المستشار فاروق سلطان رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية بشكل لا يختلف عن متابعة الشعب المصري لما لمصر من تأثير على القضية الفلسطينية هبوطا وصعودا وفور إعلان النتائج وفوز الدكتور محمد مرسي خرج الفلسطينيون في قطاع غزة بشكل عفو للتعبير عن شعورهم وفرحتهم بهذا الفوز وكان التعبير يوازي حجم الألم الذي عاناه الفلسطينيون على مدى سنوات طوال من الحكم السابق وكانت خشيتهم أن يعاد إنتاج النظام السابق ولو بدرجة مختلفة نتيجة الظروف الجديدة ولكنها لن تكون كما يأمل الفلسطينيون حال فوز مرسي. قطاع غزة له علاقة خاصة بمصر تاريخيا وجغرافيا وسياسيا واجتماعيا ، لذلك ستكون المشاعر مختلفة عن أي مكان في فلسطين فكانت المسيرات المحمولة والراجلة ومظاهر الفرح التي اعتبرها البعض أنها مبالغ فيها، ولكن الآمال والتطلعات نحو مصر الجديدة بقيادة محمد مرسي كبيرة جدا خاصة ما يتعلق فيها بالحصار ومعبر رفح ورفع الظلم ووقف سوء المعاملة مع الفلسطينيين التي كانت سائدة ولازالت في كافة المنافذ التي يمر بها الفلسطينيون من قطاع غزة وحجم المضايقات الكبيرة والمؤلمة التي كانت تعكر صفو العلاقة والمحبة التي يكنها الشعب الفلسطيني لمصر أرضا وشعبا. فوز محمد مرسي يعني الشيء الكثير لقطاع غزة ولفلسطين، لأن هذا الفوز هو فوز للثورة المصرية ضد نظام مبارك ونصر للشعب المصري الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بعد أن حاول النظام السابق العمل على تنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية ودفع نظام مبارك بكل قوة نحو تشجيع المرحوم ياسر عرفات والضغط عليه وكذلك مارس نفس السياسة مع محمود عباس وكان كلما تعثرت المفاوضات كان الضغط يمارس على الجانب الفلسطيني ترهيبا أو ترغيبا ، وكان لنظام مبارك تأثير على ما سمي بالرباعية العربية ( دول الاعتدال العربي ) في ممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني. على العموم ما أود أن أشير إليه في هذا المجال أن الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي عليه قبل أن يمارس عمله في قصر الرئاسة العمل على إجراء مسح امني شامل لكل مكان أو زاوية من هذا القصر خاصة أنه كان مرتعا للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية من خلال زرع أدوات التجسس المختلفة والتي تسجل وتنقل كل حركة داخل هذا القصر وسيشتد هذا التجسس على مرسي وحكومته القادمة، هذا المسح الأمني من الضروري أن ينسحب على كافة المؤسسات ذات الأهمية السياسية والأمنية . ومن الضرورات أن يكون هناك فحصا امنيا شاملا لكل العاملين في القصر الجمهوري خاصة أن نظام مبارك كان مخترقا من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وان زرع المتعاونين والعملاء سيكون أشد مع مرسي وستعمل الإدارة الأمريكية أن تزرع العملاء ولذلك لابد أن تكون الدائرة الأقرب للرئيس المصري محصنة امنيا وان يجري مسح وفحص كل فترة من الزمن وهي بحاجة إلى مراقبة ومتابعة أمنية شاملة حتى تبقى أسرار الدولة والحكم محفوظة الأمر الذي سيصعب على أمريكا وإسرائيل في تحديد كيفية التعامل ورسم السياسات تجاه النظام الجديد الذي ينظر إليه على أنه نظام معاد ولن يكون كسابقه أداة تنفيذية لكل ما تخطط له أمريكا ولن يكون عرابا لها وجسر لعبور الصهاينة إلى العالم العربي . اختم بتوجيه اللوم الشديد لمن نسي نفسه وهو يعبر عن فرحته وأخذ بإطلاق النار في الهواء، هذا العمل عمل أهوج وغير مسئول من قام به يجب أن يحاسب حسابا كبيرة وهذه مسئولية حركة حماس وكتائب القسام لأن من أطلق هذه النيران الكثيفة هم من عناصر القسام وهذا أمر مستغرب وفي نفس الوقت مرفوض، وزارة الداخلية والحكومة مسئولة بشكل أو بآخر عن هذا الخلل الذي يتكرر في بعض الأحيان دون أن يواجه بحزم وفق القانون وشرف السلاح. أتمنى أن نسمع عن محاسبة سريعة ومعلومة للناس كما كان صوت الرصاص معلوما للجميع على أن تكون هذه الأفعال الهوجاء وغير المسئولة الأخيرة من قبل بعض العناصر غير المنضبطة والتي لا تراعي المسئولة وشرف السلاح.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.