نظم قسم الصحافة والإعلام في كلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة، ورشة عملٍ بعنوان "دور الصحافة المتخصصة في تدعيم المصالحة الوطنية في المجتمع الفلسطيني" وذلك اليوم الأحد، بإشراف أستاذ الإعلام أحمد الترك، وبمشاركة كل من، الكاتبين والمحللين السياسيين أكرم عطاالله ومصطفى الصواف، وعبد الفتاح الهمص الأستاذ المشارك في الصحة النفسية.
ورحب "الترك" بالحضور، مبينًا أهمية الصحافة المتخصصة تجاه قضية المصالحة الفلسطينية، مثمنًا دور الحاضرين في إثراء جلسة المناقشة خلال الورشة.
وأكد "الصواف" خلال حديثه في الورشة، على أهمية الصحافة المتخصصة، ولاسيما تجاه قضية المصالحة، واصفًا إياها بالقضية الكبرى، والشعب الفلسطيني يمر بوقتٍ صعبٍ، مشيرًا أن البيئة السياسية والعالمية والإقليمية مختلفة عن الزمن الماضي.
وبيّن أن الكثير من الحقائق تكشفت، "التحالفات العسكرية والعربية مع عدو الشعب الفلسطيني، من أخطر ما يكون، لأنها تقوم في الأساس على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، ونحتاج أن نتحدث بعمق، وهذه صفة الباحث المتخصص، فلا يكفي الخبر والتحقيق والتقرير، فيجب تناول أبعاد كثيرة"
وأشار "الصوّاف" إلى أن الصحافة المتخصصة موجهة إلى جمهور متخصص، لإيصال الرسالة المطلوبة، منوهًا أن المصالحة والانقسام من زمن بعيدٍ وليستا ولديتي سنواتٍ، موضحًا أن تناول المصالحة يجب أن يوضع في المكان السليم، معددًا حالاتٍ كثيرة لعقد المصالحة وأن التأثيرات الخارجية لعبت دورًا في هذا الأمر.
ونوّه أننه لابد من دفع الموطن لحماية نفسه والمشروع الوطني، وإنهاء الانقسام عبر الشراكة السياسية، ويجب أن نركز عليها بلا تفرد، لأن القضية الفلسطينية يعجز عن حملها طرف واحد.
وتابع" إثارة حالة الوعي، والمصالحة ليست أمرًا عابرًا، فلها نتائج اقتصادية وسياسية، فالمصالحة يجب أن تمضي وتنتهي حالة الانقسام، لأن الواقع الفلسطيني متشرذم وإن بقي الوضع على ما هو ستصبح "البلد ع كف عفريت" على حد وصفه.
وأضاف: "الوعي يحتاج إلى تغذية وفهم الأمور والدفع نحو تحقيق المصالحة، لأنها مهمة جدًا، والصحفي أمين على شعبه، بما يقدم من معلومات غير سطحية تؤدي إلى نتائج، فنحن بحاجة إلى عمق تاريخي وسياسي وإقليمي، وبحث عن إجابات عن هذه الأسئلة المثارة"
وذكر ما فعله المقدسيون من إزالة للبوابات الإسرائيلية الإلكترونية بالوحدة لأنها أساس القوة وتوافقوا على هزيمة الاحتلال في القدسِ.
وطالب وفد القاهرة، بالنّجاح ودرء الفشل لأنه سيؤدي لنتائج وخيمة، "فيجب علينا أن نكون دافعين للوحدة، والدفع لمبدأ المشاركة السياسية في المرحلة القادمة، وتناول هذه القضايا جهد وقناعات، فبدونها لا نستطيع الكتابة".
المجال الإعلامي
وقال الكاتب السياسي أكرم عطاالله، أن المجتمع الشرقي لا يريد صحفيًا موضوعيًا، مبينًا أن العمل الإعلامي من أجل تستقبل الرسالة، تتطلب شروطًا العزل النفسي من أجل قراءة خبر أو مشاهدة تلفزيون.
وأكد" عطالله" أننا لسنا لنا دور في المصالحة والفصائل، فالمصالحة أتت بعصا خارجية، وكل نداءاتنا صوت صارخ في البرية".
وأوضح أن الإعلام لا يؤثر على القوى والفصائل، لا يعد يسمع لشيء، فهناك قدرة على التأُثير على المواطن.
وتابع: "المجتمع كاد أن ينقسم لحد مخيف، ونحمد الله أننا لا نلك نزعة مذهبية، وبالتالي أخف وطأة علينا، في البدايات أثرت على المصالحة أثرت على تماسك العائلة والأخ بالأخ، وعندما يخطب، يتخذون القرار بناء على واقع محطم، فهذا الأمر خطير جدًا"
وأشار إلى الإعلام الجديد هو الذي يحرك الرأي العام، وليس كاتب المقال أو كاتب التقرير، مبينًا أن السوشيال ميديا في يد الجميع، وهي عوامل مساعدة.
الجانب النفسي
وقال عبد الفتاح الهمص، أن أحد عامًا مروا من أعمارنا وأبنائنا، فأعتقد أن الجميع أصبح يميل إلى المتخصص، معتبرها قوية ودقيقة.
وأضاف: "أن الحصار الذي أرخى ظلامه، فأتى على الجميع بشكلٍ مباشر أو غير مباشر"، متسائلًا " هل ستصل إلى بر الأمان؟ هل سيحقق الفلسطينيون آمالهم التي وعدوا بها" ، داعيًا للعمل على أرض الواقع".
ودعا الصحفيين المتخصصين إلى الدقة والموضوعية، معتبره الثوب الأبيض ناصع البياض.
وأضاف: "القضية الاجتماعية قد تصبح متماسكة، وقد تتفكك، خاصة إن كانت هناك مصالحة قوية تؤدي لنقاط إيجابية يلمسها الجميع، فنحتاج لتطبيقات عملية ومللنا من المحادثات والوعودات"
وأردف: "اتفاق المصالحة وتفاؤل الفلسطينيين مرهون بالنتائج وأنا أتصور لو كانت نتائج إيجابية سيصبح الجميع بجانب نفسي قوي وعالية وروح معنوية مرتفعة وخاصة أننا وكلت إلينا أمور في غنى عنها، الصغير يتحمل المسئولية.. ، الأبناء يعمل بمثابة ولي الأمر لأننا واجهنا من الاعتداءات الإسرائيلية والانتفاضة الأولى والثانية وبواقي الانتفاضة التي نعيشها في الشطر الآخر من الوطن"
وتابع" الأصل دائمًا ننتبه إلى الأشياء الإيجابية التي يسر إليها الشعب الفلسطيني، ساعات معدودة والوفد المفاوض للانطلاق لوضع النقاط على الحروف، فهل يا ترى يأتونا بأخبار إيجابية، أم يأتي خبر عاجل ونسر من هذا الخبر على أرض الوقع، ما زلنا متفائلين فالمصالحة الأخيرة اختلفت عن سابقتها، الجميع شارك في المصالحة، لابد أن نكون على قدر من المسئولية من أجل مؤازرة الإخوة القائمين في المصالحة، كجمهور جاءت إلينا بالخير"
لماذا المصالحة الآن
وقال الصوّاف مجيبًا على أحد أسئلة الطلبة،" لماذا المصالحة الآن؟" " البيئة السياسية تغيرت أمامها لإنهاء القضية الفلسطينية، وإنهاؤها دون مصالحةٍ، وضع حماس تحت العباية، واستيعاب حماس، فتوافق على صفقة القرن فرفُع الفيتو، وكثيرًأ ما تحدث الساسة الفلسطينيون، البيئة السياسية تغيرت، وشاهدنا ما شاهدنا على الأرض وكل طرف له هدف، ويدرك ما يريد الآخر، ولذلك عدم السير في المصالحة، لا يعني أنها لن تمضي، فباتت ضرورية، حماس أدركت أن المشروع الوطني في خطر، في مشكلة أكبر من المصالح الذاتية"
وأكد أن حماس لها 10 سنوات تدفع باتجاه المصالحة، مشيرًا إلى أن بيئة الإقليم اختلفت وبات أكثر حرصًا على علاقات، البوابة للإدارة الأمريكية رضا إسرائيل"
وتابع "الصواف" مصر لها مصلحة بالمصالحة، وأولى هذه المصالح أن تعود لقيادة الإقليم، بعد مؤتمر الرياض (الجزية والإرهاب – حسب وصفه) شعرت بالخوف بأن البساط يسحب من تحتها، باتت دولة وظيفية لأنها تخت عن دورها، أدركت أن التخلي يخل بمصالحها، وأن القضية الفلسطينية رابحة"
وتوقع الصواف أن ستستمر المصالحة، مبينًا أن حماس ماضية لأبعد الحدود في المصالحة وتتحصن بموقف الفصائل الفلسطينية ولو فشلت المصالحة لن تعود للأول، مشددًا " نحن أمام مؤامرة ونقدم أنفسنا لقمة سائغة إذا بقينا نحن ما عليه".
وقال أكرم عطالله،" لا إعلام مستقل، والصحافة ممولة من جهات سياسية معروفة، وكل صحفي هناك مساحة إذا أراد أن يكون مواليا بالكامل، موالي مهني، وحزبي أو حزبي وطني".
وتابع عطاالله أن "الاحتلال قد نشر عبر صحافته أن المصالحة ستذوب، مبينًا أن الإعلام الإسرائيلي قد ذكر المصالحة تضر إسرائيل، محذرًا من أن المصالحة أتت في ظروف دولية".
