شعب عربي يموت جوعا في الصومال، وأمراء العرب يبنون قصورا وأبراجا بمليارات الدولارات، فشل عربي جديد في القيام بالواجب المنوط بهم، عجز أصاب الأمة نتيجة الوهن الذي حذرنا منه رسول الله "صلى الله عليه وسلم". الصومال بعد فلسطين عجز كامل من قبل العرب، فشلوا في تحمل المسئولية تجاه فلسطين وساعد البعض منهم على ضياع بقيتها، ويحاول هذا البعض استكمال ضياعها عبر طرح المبادرات التي تفرط بالحقوق كالمبادرة العربية التي طرحت في مؤتمر القمة العربية في بيروت 2002 وما سبقها من مشاريع سياسية شرعت لمبدأ التفريط والتنازل عن الحقوق وشرعنة الاعتراف بـ(إسرائيل)، وإمكانية تقاسم فلسطين مع الغاصب وإقامة العلاقات معه والتطبيع في كافة المجالات بل وعقد الاتفاقيات. القدس اليوم تضيع وتهود، والعرب والمسلمون صامتون ولا يحركون ساكناً، مقابر المسلمين ومدافن الصحابة تزال ويلقى بها على قارعة الطريق والعرب والمسلمون لا تهتز لهم ذرة إحساس، واليوم شعب الصومال العربي المسلم يموت جوعا ولا يجد من ينجده إلا القليل القليل من بعض الدول العربية، فلو كان ناديا أوروبيا على شفا الانهيار لوجدت عشرات الأمراء يسارعون نحو شراء هذا النادي ودفع مليارات لا حصر لها من الدولارات حتى لا ينهار هذا النادي أو ذاك أما أن يموت في كل عشر ثوانٍ إنسان في الصومال جوعا نتيجة الجفاف والقحط الذي أصاب البلاد، فهذا الأمر لا يحرك فيهم أي مشاعر إنسانية وخزة ضمير، ولا استبعد انه عندما تمر على ناظريهم مشاهد الموت يصرفون نظرهم عنها بل يوبخون من يحاول أن يذكرهم بأن هناك شعباً عربياً مسلماً يموت جوعا. هذه الأموال التي ينفقونها على الولائم وفي المناسبات المختلفة أو يدفعونها لجمعيات الرفق بالحيوان، هم لا يدركون أن هذه الأموال فيها حق لهذه الشعوب العربية والإسلامية التي هي بحاجة إليها، هم قادرون على وقف هذه المأساة لو أرادوا ولكنهم لا يرغبون في القيام بالمسئولية الملقاة على عاتقهم ونسوا أنهم عرب ومسلمون، وزاد في نسيانهم هذا العجز من الجامعة العربية التي أكدت حالة الصومال عجزها التام عن القيام بواجبها، وفشلت في الصومال مثلما فشلت في فلسطين والعراق ولبنان وليبيا والسودان، وباتت هذه الجامعة عبئاً على العرب، ومثلها المؤتمر الإسلامي الذي لم نسمع له صوتا في الصومال. من إذا لشعب الصومال الذي يموت جوعا ليقف إلى جواره بعد هذا العجز العربي والإسلامي، أما المنظمات الدولية فهذا أمر لا يعنيها مطلقا لأنها لا تحقق مكاسب سياسية لدولها التي توجه سياساتها، فهي ليست دارفور التي تدخلت فيها ليس حباً في إنقاذ أهل دارفور من جرائم ترتكب ضدهم، ولكن تدخلها كان بهدف شرعنة تقسيم السودان إلى دويلات خدمة لمصالحهم التجارية السياسية ومحاولتهم السيطرة السياسية على إفريقيا مخزناً للغذاء والذهب والبترول. إذا كان هذا حال العرب والمسلمين، فلماذا لا نتحرك نحن الشعوب من أجل إنقاذ شعب الصومال كواجب إنساني أولا وكواجب ديني وأخلاقي، وخشية أن يصيبنا الله يما أصاب شعب الصومال مصداقا لقوله تعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس "، ألسنا مدعوون اليوم وفي هذا الشهر الكريم أن نهب كل بما لديه من إمكانيات ( فالقليل على القليل كثير) والله سيبارك في هذا القليل. من هنا أدعو الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة والشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر الذي عاش الظلم والقسوة والإهمال أن يهب لنجدة شعب الصومال، مطلوب مشروع سريع من الحكومة والعمل على خصم 1% على الأقل من إيرادات الحكومة ومن مرتبات الموظفين لشهر أو شهرين، إضافة إلى حث المواطنين على التبرع كل بما لديه من طاقة، وأن يتم جمع هذه الأموال وإن كانت دراهم معدودة بالقياس أمام المليارات العربية، إلا أن الله سيبارك فيها ونكون بذلك قد أعذرنا إلى الله، هذا يا ربنا ما نستطيع ونعذر إليك قلة ما في أيدينا؛ ولكننا نحاول أن نقوم بواجبنا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.