30.55°القدس
30.08°رام الله
29.42°الخليل
31.39°غزة
30.55° القدس
رام الله30.08°
الخليل29.42°
غزة31.39°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

المصالحة في واد والناس في واد آخر

6
6
أحمد موسى

في ساعات المساء بعد أن جن جنون الليل بظلامه خرجت هائما على وجهي متثاقل الخُطا سرت في الشارع ذا ظلامه الدامس بعد أن انقطع عن عموده الكهرباء في الحارة الجنوبية المقابلة لمنزلنا, صاحبة أكبر ساعات انقطاع للكهرباء في الأزمة الأخيرة التي تواجه قطاع غزة منذ فترة من الزمن, قابلني شاب ثلاثيني العمر أربعيني البشرة حيث تميل إلى السواد تسعيني المظهر وكأن الشارع أخذ منه مالم يعُطِه يدعى "أبو الصراف" فقد ارتبط اسمه بالصراف دون راتب لقد انتقل إلى المعاش بقرار من السيادة الرئاسية للدولة كما كان يحب أن يُناديه أبناء الحارة بذلك الاسم سلمنا على بعضنا بحرارة الشوق كمسافر قطعه معبر رفح عن أهله سنوات.

بدأت حوارات القاهرة الداخلية تدور في رحى الحارة صاحبة أكبر أضواء للمدينة بـ"ليدات" متنوعة الأحجام والأشكال؛ لتكفي البطارية طاقة المتجددة بشاحن إيطالي ذات صفة مميزة إذا احترق بفعل التيار الكهربائي الغير منتظم ألقي من على أعلى طابق في حارة السعادة التي لا تعرف للسعادة غير اسمها.

 نعود للحوارات التي بائت بالفشل بعد أن ازدادت الحدة بين الطرفين ووصلت القلوب الحناجر وعلا الصوت كالآذان يصدح في أرجاء المدينة إنها فتح صاحبة الثورة هي صاحبة القرار... لا بل حماس التي دخلت بانتخابات وحاصرتها كل الدول والمؤسسات.

دخل الطرف المحايد صاحب أطول إغلاق للشارع برمله الذي يستخدمه لتشييد البناء "أبو علي" اسم على مسمى فهو علي بجسمه مرتفع بقامته جهور بحنجرته.. علامَ الاختلاف.. كلٌ أدلى بدلوه ولم يترك أحد منا الآخر أن يتكلم بحريته.. الكل يتمسك برأيه كما تتمسك الأمَة على وليدها.. تبسم صاحب العقل الندي والفكر السوي وما الاختلاف ما دام من قتل ابني وابنك واحد ومن هدم بيتي وبيتك واحد.. نحن نختلف وعدونا علينا يتفق.. عودوا إلى رشدكم فما غاب عنكم لن يصل إلى أبنائكم كان صوته يعلوه التهديد والتنديد أكثر مما يعلوه الجيرة والتسديد.

اتفقنا بعد أن كتبنا على أنفسنا ألا نتفق تدخل صاحب العجرفة القاتمة "نزار" ابن حارة العز في الكهرباء الاختلاف في الرأي ...لا يفسد للود قضية.. سأل بأطراف أنفه من الذي حاصرنا غير العرب.. جامعة الدول العربية تجدد يمينها ألا تقف معنا وعندما تقف لن يكتمل وقوفها فهي كرجل عجوز يتكأ على عكازه ليمتطي به شارع مسفلت.

تبسم كل منا ضاحكا على قولنا ورددنا قائلين العقل زينة والبلوى التي نكتسيها مجنونة ويا رب أرسل لنا من يرحم أصحاب البيوت المدفونة.