أمكن للمتجول على دوار الشهداء وسط نابلس والمنطقة المحيطة به أن يلحظ وجود رسومات لوجوه مبتسمة معلقة على سلال النفايات التي زرعت حديثا بشكل مكثف، لحض المواطنين على رمي الأوساخ بها، وليس على الأرض.

خطوة تندرج ضمن مشروع "نواة"، الذي أطلقته بلدية نابلس، ضمن خطتها المرحلية لتحسين واقع النظافة في المدينة، بالشراكة مع لجنة المتابعة التي تضم المحافظة، وغرفة تجارة وصناعة نابلس، وجامعة النجاح، ومديرية التربية والتعليم، ومديرية الأوقاف، ومبادرة رؤى نابلس.

ولاقت الحملة ردود أفعال من المواطنين مؤيدة في غالبيتها، بعد الاتفاق على أن النظافة مسؤولية تقع على الجميع من أفراد ومؤسسات، ولا يمكن لجهة بعينها أن تقوم بهذا الدور وحيدة، وسط أصوات تدعو لأن يكون هناك سياسات واجراءات وتدابير، قد تصل إلى فرض غرامات لمن لا يلتزم بها.

أخبار ذات صلة

هل تقود التحولات الجديدة في سوريا إلى تصعيد تركي-إسرائيلي؟

الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة وسط اشتباكات مسلحة

وسبق المشروع، قيام مجموعات شبابية في عدة أحياء ومناطق من نابلس بتنظيف شوارعها وأزقتها، ما أعطى نفسا إيجابيا إضافيا للحملة.

وعانت نابلس مؤخرا من مشكلة غياب النظافة، رغم أنها عرفت تاريخيا بأنها مدينة نظيفة.

إجراءات عدة

ويقوم مشروع "نواة" على توفير حاويات كبيرة ونظيفة في مختلف أحياء نابلس، وزيادة أعداد العاملين في قسم النظافة وتعديل أوقات عملهم ليصبح 20 ساعة في اليوم على 4 شفتات.. وكذلك التخلص من النفايات بالطريقة الصحيحة التي تحتاج إلى تدابير، والقيام بحملات توعية لجميع المواطنين.

وتشير منسقة المشروع عضو المجلس البلدي المهندسة ريما عرفات إلى أن الهدف الرئيس من "نواة" هو التأسيس لعمل مستدام، وهو عمل تراكمي سيزداد ثباتا مع الوقت، وبتجاوب الناس معه وبإسنادهم له. لافتة إلى أن المشروع شمل أكثر من 20 إجراء عمل، تتوزع على محاور رئيسية ثلاث، وهي تحسين أداء وقدرات قسم الصحة في البلدية، وزيادة الوعي البيئي بين فئات المجتمع، والرقابة والقانون.

وبينت في حديثها مع "فلسطين الآن" إلى أن كل إجراء من هذه الاجراءات العشرين هو مشروع قائم بذاته، بشركائه وخطة عمله، ومن ضمنها إعادة توزيع الحاويات بما يتناسب مع الحاجة، والعمل على تعزيز قسم الصحة بمزيد من المعدات وسيارات الجمع بما يتناسب مع احتياجات المدينة، وزيادة عدد الحاويات وسط المدينة وأوقات تفريغها مع وضع سلال في شوارع أخرى.

وكذلك رفع مستوى الرقابة على أداء عمال قسم الصحة، إضافة الى وضع آلية للتعامل مع النفايات الصلبة والنفايات الطبية، ومتابعة ورش البناء ومنع إغلاق الرصيف أو أي جزء من الشارع.

ومن ضمن الإجراءات أيضا، المحافظة على المناطق الخالية نظيفة، وتفعيل دور المدارس ودعم لجان الأحياء، ووضع حلول للنفايات الصادرة من بعض المباني السكنية والتجارية، وتفعيل القانون.

وأوضحت أن البلدية بدأت بإجراءاتها بشراء 3 سيارات إضافية لجمع النفايات، وقامت بزيادة عدد عمال الصحة.

هدر ملايين الشواكل

وفي نقطة ذي علاقة، كشفت عرفات أن حجم المال المهدور في تنظيف المدينة وترحيل النفايات وطمرها في المكبات المخصصة لها، يكلف البلدية مبالغ كبيرة، ولو أن هذه المبالغ توفرت لذهبت لمشاريع أخرى تفيد المدينة.

ويدفع المواطن في نابلس مبلغ 15 شيكل شهريا مقابل خدمة النظافة تحسم خلال قيامه بشحن كرت الكهرباء، وبحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل "فلسطين الآن" فالمبلغ الذي يُجمع شهريا يبلغ نحو 6 ملايين شيكل، فيما تبلغ كلفة جمع وترحيل آلاف الأطنان من النفايات شهريا أكثر من 10 مليون شيكل.

نظام عقوبات

كما كشفت عرفات عن نظام عقوبات ضد من يتسببون بتلويث المدينة، وسيتم تطبيقه بشكل تدريجي بعد اقراره بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي، لكنها استدركت "فرض العقوبات والغرامات ليس هدفا للبلدية، وأن آخر ما يهمها هو فرض الغرامات، لكنني أؤكد من جديد أن حجم المال المهدور على تنظيف المدينة وترحيل النفايات يكبدنا الملايين التي كان يمكن توجيهها لتحسين البنية التحتية."