أدى الرئيس المصري " الدكتور محمد مرسي" اليمين الدستورية في الثانية من مساء السبت 30/6/2012م، أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، ليصبح رسمياً أول رئيس للجمهورية، بعد ثورة 25 يناير/ كانون الأول 2011، التي انطلقت من ميدان التحرير، لتطيح بنظام الرئيس السابق" حسني مبارك" الذي حكم البلاد لما يقرب من 30 عاماً. وأكد الرئيس المصري "محمد مرسي" خلال كلمة مقتضبة بعد حلف اليمين الدستورية أن جمهورية مصر العربية تولد اليوم من جديد كدولة مدنية وطنية دستورية حديثة، مشيداً بالمحكمة الدستورية العليا والقضاء المصري الشامخ، مضيفاً: "أحترم وأقدر السلطة القضائية والتشريعية وأحرص على استقلالهما". ووقف مرسى في منتصف المستشار فاروق سلطان والمستشار "ماهر البحيرى"، في بداية القسم لأداء السلام الدستوري، أمام الجمعية العمومية. وقال المستشار ماهر سامى- المتحدث الرسمي باسم المحكمة الدستورية العليا- إن هذه مناسبة فريدة لم يوجد لها مثيل في تاريخ المحكمة من قبل، مضيفاً: "هذا يوم ميلاد الجمهورية الثانية وهى ذات المناسبة التي نحتفل فيها بانتخاب أول رئيس للجمهورية فرضتها الإرادة الشعبية لجموع المواطنين مناسبة عزيزة غالية لحماية الشرعية وحماية القانون". وقال إن المحكمة الدستورية العليا تغمرها مناسبة الفرحة والرضا، مضيفاً: "ليس بالدساتير وحدها تحيا الشعوب، بل تحيا ويشتد بنيانها بقضاء شامخ ومستقل، فالنصوص كانت مثالية في كل الدساتير". وعقب أدائه اليمين يتوجه الرئيس المصري إلى جامعة القاهرة، ليوجه خطاباً إلى الأمة، بعد أن تسلم السلطة رسمياً من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية، منذ تنحي الرئيس السابق في 11 فبراير/ شباط من العام الماضي. ووصل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلي مقر جامعة القاهرة لحضور كلمة الدكتور "محمد مرسي" الرئيس المنتخب عقب حلف اليمين الدستوري أمام المحكمة الدستورية العليا صباح اليوم. وحضر المشير في حراسة أمنية مشددة من قوات الشرطة العسكرية والقوات المسلحة بقيادة اللواء حمدي بدين وذلك في الوقت الذي استقبله الطلاب المحتشدون أمام مقر الجامعة بهتافات "يسقط يسقط حكم العسكر، والشعب يريد إعدام المشير، يا مشير قالك إيه قبل ما يمشي بساعة البيه، ومرسي رئيسنا مرسي رئيسناً، ويسقط يسقط المشير". وفي ذات السياق، وقعت مشادات بين قوات الحرس الجمهوري وبعض نواب مجلسي الشعب والشورى بسبب سوء تنظيم عملية الدخول إلى مقر دار الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة لحضور مؤتمر د.محمد مرسي الرئيس المنتخب. وجاءت المشادات بسبب طول انتظار النواب أمام المدخل الرئيسي لجامعة القاهرة، وازدياد أعدادهم في الوقت الذي لا تقوم فيه قوات الحرس الجمهوري بتنظيم عملية الدخول، بل قاموا بإغلاق الأبواب، مطالبين النواب بإحضار كارنيهات المجلس أو سيتم منعهم من الدخول حال عدم امتلاك أحدهم تلك الكارنيهات. يأتي ذلك في الوقت الذي انفعل فيه النائب حسن البرنس قائلاً :"بهذه الطريقة، لو مش عاوزينا سنغادر جميعا " ومن جانبهم عبر النواب عن استيائهم من سوء تنظيم قوات الحرس الجمهوري عملية الدخول، مؤكدين على أن تلك الطريقة لا تجوز مع نواب الشعب وأنها تعسف وسوء تنظيم من قبل رجال الحرس الجمهوري. في المقابل توسط النائبان: د.عصام العريان والنائب محسن راضي، لدى قوات الحرس وطلبا منهم تخصيص مدخل محدد للنواب حتى لا يتم تعطيلهم عن الدخول وهذا ما رحب به النواب. وكان الرئيس "محمد مرسي" استجاب لمطالب مئات الآلاف من المحتجين الذين احتشدوا في ميدان التحرير، ضمن جمعة "تسليم السلطة"، وأدى مرسي القسم أمام الجماهير الجمعة، ووجه حديثه للمحتشدين في الميدان قائلاً: "الكل يسمعني الآن.. الشعب كله يسمعني.. الجيش والشرطة والوزارة.. ولا سلطة فوق سلطة الشعب.. أنتم أصحاب السلطة.. انتم أصحاب الإرادة.. أنتم مصدر هذه السلطة."