في الوقت الذي تعتزم فيه الإدارة الأمريكية، إعلان نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، والاعتراف بالقدس كعاصمة لـ "إسرائيل"، يرى العديد من الكتّاب والمحللين، أن خطورة التفكير بالقرار نفسه أخطر من نقل السفارة إلى مدينة القدس.
الكاتب والمحلل السياسي، مخيمر أبو سعدة، يرى خلال حديث خاص بـ "فلسطين الآن"، أن خطوة نقل السفارة هي خطوة تتناقض مع السياسة الأمريكية القديمة، التي تعتبر القدس مدينةً محتلة كجزءٍ من قرار التقسيم التي اتخذته الأمم المتحدة عام 1947 لجعل القدس منطقةً دولية وإبقائها مفتوحةً أمام الأديان السماوية الثلاثة.
خطوة ستفجر الأوضاع
وأشار أبو سعدة، إلى أن هذه الخطوة قد تولّد اضطرابات في الشارع العربي، وأنها ستؤدي إلى عدم الاستقرار، بل و يهدد مشروع حل الدولتين ويزيد من حدة الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين.
وأوضح أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تراجع الدعم من قبل الأنظمة العربية المؤيدة للأمريكيين على غرار الأردن والسعودية والمغرب ومصر، وهي دول تحتاجها الولايات المتحدة كحلفاءٍ لها في حربها ضد الإرهاب وتنظيم "الدولة الإسلامية".
واعتبر أبوسعدة، أن هذه الخطوة إن تمت ستخالف الالتزام الأمريكي باتفاقية أوسلو لعام 1993م، حيث تبقى قضية القدس إحدى القضايا الرئيسة الخمس الواجب تسويتها في مفاوضات السلام النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ستؤدي لعزل الولايات المتحدة
فيما اتفق الكاتب السياسي، مأمون أبو عامر، بأن هذه الخطوة ليست مخالفة فقط ومناقضة لاتفاقية أوسلو بل أنها ومخالفة لكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وبيّن أبو عامر، في حديثه لـ "فلسطين الآن" أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيكون له "عواقب وخيمة"، وأن الاتحاد الأوروبي نصح ترامب بعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقال أنه "قلقًا" من أن يثير ذلك قلقا شعبيا في أنحاء العالم.
ويستبعد أبوعامر، إسراع الإدارة الأمريكية في مثل هذا القرار، لمساسه بقطاعات واسعة من الرأي العام في أجزاء واسعة من العالم.
كما يرى، أن تلك الخطوة من شأنها أن تؤدى إلى عزل الولايات المتحدة الأمريكية من الساحة الدولية نظرًا لأنها لا تتماشى مع الإجماع الدولي الذي نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 478/1980، والذي يعارض ضم إسرائيل للقدس الشرقية كجزء من "عاصمة موحدة".
وأجمع المحللان أبو سعدة وأبو عامر، إلى أن هذه الخطوة إن تمت فإنها ستلهب الأوضاع في المنطقة، وعليه فإنها ستعرّض المصالح الأمريكية للخطر، كما أنها ستكون سببًا لزعزعة الاستقرار السياسي في الأنظمة العربية المعتدلة من جهة أخرى، كما أن ترامب بخطوته هذه سيسحب الإدارة الأمريكية من دور الوسيط في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسيزيد من حدة الصراع بينهما.