30.55°القدس
30.08°رام الله
29.42°الخليل
31.39°غزة
30.55° القدس
رام الله30.08°
الخليل29.42°
غزة31.39°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

المصالحة على حافة السقوط من أبواب الطائرة !

42
42
محمود عماد الحديدي

منذُ إعلان الفصائل الفلسطينية الوصول لاتفاق المصالحة الفلسطينية عمَّت الأفراح في أوساط الشارع الفلسطيني، وتفاءل الجميع بالوصول أخيرًا لإنهاء الانقسام وإنهاء معاناة قطاع غزة .

لكن .. منذ ذلك الإعلان ولم تشهد غزة أي تحسنٍ على مستوى أوضاعها الاقتصادية، الأمر الذي بررته حكومة الوفاق بأنها لم تجد الوقت الكافي لتحسين الأوضاع .

وفي الحقيقة معها حق في ذلك، فالأوضاع المأساوية التي يعانيها أبناء قطاع غزة لا يمكنها أن تتحسن في ليلة وضحاها ولا خلاف على ذلك .

إنما الخلاف يكمن بعدم وجود خطوات فعالة على أرض الواقع لتحسين الوضع، فإلى حد لحظة كتابة هذا المقال لا تزال العقوبات التي فرضها عباس قائمةً على غزة !

كما لا تزال جل الأزمات حاضرة، ولم يشهد القطاع أي بوادرٍ للتحسين، الأمر الذي جعل الشارع الفلسطيني يتذمر ويتحير بين إن كان حقًا هناك اتفاق مصالحة أم لا !!

وبعد عدة لقاءات بين وفدي حركتي حماس وفتح، لم نجد في البيان الختامي أي بوادر للأمل لنتمسك بها، بل على العكس تمامًا فقد كان البيان مخيبًا للآمال، إذ أننا كنا نأمل على أقل تقدير أن ترفع العقوبات عن القطاع، ليتنفس شعبنا الصعداء في غزة .

لكن ما قسم ظهرنا وخيب أمالنا هو رئيس وفد حركة فتح عندما شبه قطاع غزة بالطائرة المخطوفة ! ، وليست المشكلة تكمن في التشبيه وحسب، إنما كانت الخيبة العظمى في التعامل مع التشبيه !

فقد أكد عزام الأحمد أنه في مثل حالة الطائرة المخطوفة فإن الضرر يلحق بالمختطفين أيضًا، وقالها بطريقة غير مبالية، كأن شعب غزة عنده رخيص ! ولا يهمه إطلاقًا ما حدث له أو ما سيحدث له !

ولم يكن ذلك مجرد كلامٍ يقوله " مخمور " في لحظة نشوة، إنما طابق القول الفعل، وما نراه من عدم رفع العقوبات إلى الآن هو تأكيد واضح أن الأحمد ومن خلفه مصرون على إلحاق الضرر الكبير في قطاع غزة وأهله، وأنهم متعمدون لما يعانيه القطاع من أزمات !

وهنا نرى أن المعطل الحقيقي للمصالحة هو وفد حركة فتح، حيث لا نجد أي نية للأخير بإتمام المصالحة، بل ما تفسره أفعالهم هو أن وفد فتح كما ولو وقع في ورطة ويختلق لنفسه الأعذار ليخرج منها .

فإلى متى سيبقى هذا الحال مفروضًا على قطاعنا ؟ وإلى متى سنبقى مرهونون لمزاجيات الأحمد ووفده ومن خلفه ؟

إني أعتقد أنه لا بد للشعب الفلسطيني ممثلًا بفصائله وأهله وشعبه أن تكون لهم كلمةً جادة ضد الطرف المتسبب بكل هذه الأزمات، فمن يعادي شعبه ولا يهمه أمره نحنُ في غنى عنه .

ولا أملك في ختام مقالي هذا إلا أن أقول بملء الفم لحكومة الوفاق التي لم يبقَ لها أي حجة بعد كل التسهيلات التي وفرتها لها حركة حماس .. إما أن ترفعي على أقل التقدير العقوبات المفروضة أو الرحيل عن الساحة الفلسطينية للأبد ..