22.15°القدس
21.58°رام الله
20.53°الخليل
22.81°غزة
22.15° القدس
رام الله21.58°
الخليل20.53°
غزة22.81°
الإثنين 20 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: وما لها إليزابيث الثانية؟!

إليزابيث الثانية الملكة الدستورية لستة عشر دولة مستقلة معروفة بالكومنولث، ورئيسة كنيسة انجلترا، و فترة حكمها التي قاربت على ستين سنة هي أطول فترة حكم بعد المكلة فكتوريا، وشهد عهدها منح حكم ذاتي لبرلمانات اسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية. وبالرغم من بعض أخطاء وفضائح العائلة البريطانية المالكة إلا أن شعبيتهم و محبة الشعب لهم كبيرة، بل إنهم يشكلون أحد أركان الجذب السياحي حيث يتوافد ويتابع الملايين من حول العالم أخبارهم و نشاطاتهم. وقد صرح عمدة لندن بورس جنسون في اليوبيل الماسي للملكة اليزابيث أن الملكة نجحت بعد ستين عاما في إثبات أهمية الملكية في توحيد الأمة و شهدت كيف أصبح شعبها أكثر ثراء وصحة وسعادة منذ أن تولت الحكم عام 1953 أما عن ثروتها فقد قدرتها فوربس عام 2010 بـ 450 مليون دولار، هذا غير الممتلكات و الاستثمارات، و قدرت مصاريف العائلة المالكة بـ 41.5 مليون عام 2009، والبرلمان يساهم في توفير المصاريف الرسمية عن طريق صناديق حكومية. لم تحظ الملكة اليزابيث بهذه الامتيازات بسهولة فقد كان لذلك مقابل كبير في التخلي عن الحكم والقبول بانتقال بريطانيا من الملكية المطلقة إلى الملكية الدستورية، التي يملك فيها الحاكم و لا يحكم ويصبح قائدا رمزيا للشعب دون سلطات، بينما تنتقل السلطة إلى الشعب الذي يمارس الحكم عن طريق البرلمان والحكومات المنتخبة. تعاملت الملكة اليزابيث بحكمة مع التغييرات الجذرية في بريطانيا وموجة الجمهوريات التي اجتاحت أوروبا بعد الحروب العالمية، فحولت أعرق الامبراطوريات إلى جمهوريات وبدل أن تخسر كل شيء قبلت بالتنازل طواعية عن الحكم و السلطة مع أنها سليلة الملوك كابرا عن كابر، وجدتها التي سميت على اسمها اليزابيث الأولى صاحبة العهد الذهبي Golden Age الحاكمة بأمر الرب و ملكة انجلترا وايرلندا. قبلت الملكة اليزابيث الثانية أن تضحي بشيء من الملك حتى تجنب بريطانيا الانقلابات و الثورات التي توقد من دم ومقدرات الشعب، فكانت كملكة جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة وظهرت بمظهر جيد أمام الشعب حين مكنته من ممارسة السلطة وحكم نفسه بنفسه، وظلت أيقونة رمزية لها الحب والاحترام حتى أن البريطانيين قبلوا أن يغيروا تاريخهم ومعالمهم بتغيير اسم ساعة بيغ بن التي شيدت عام 1858 لتحمل اسم برج اليزابيث تخليدا لإسمها ومكانتها في قلوبهم، فدخلت الماضي والحاضر والتاريخ من أوسع أبوابه.. ويكفي أنها ستجد من يذرف عليها دمعة عند موتها أو يحزن لفقدها. أليس هذا خير من الإبعاد والموت في المزاريب والسجن، وممن يلعن الشعب روحه صباح مساء؟! ملوك الغرب يقبلون بالتشارك بينما فراعنة العرب يعملون بسياسة "يا فيها يا اخفيها" السعيد من اتعظ بغيره، و لكن يبدو أن حكامنا اختاروا لأنفسهم الشقاء طواعية "واللي من ايدو الله يزيدوا"