27.77°القدس
27.43°رام الله
26.64°الخليل
29.1°غزة
27.77° القدس
رام الله27.43°
الخليل26.64°
غزة29.1°
الإثنين 01 يوليو 2024
4.77جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.77
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.77

تقاطع المنتجات الإسرائيلية منذ 15عاماً

خبر: السنغافورية "أزرا بانو".. لأجل "فلسطين" تبكي!

أخبرونا أنهم على وصول.. دقائق ويكونون بيننا.. طالت الدقائق قليلاً ولكن الهدوء الذي ساد المكان تحوّل إلى "خربشات الكلام" لجمال المشهد, كان استقبالاً رائعاً.. هم استقبلونا به بعد أن حطُّوا بيننا ووقفنا جميعاً لنأخذ برفقتهم صوراً لن تكون تذكاريةً فحسب بل خالدة مع هذه القافلة الماليزية التي ما عبرت غزة حتى رووها بدموع الشوق للقاء, وهم يتمنون أن يحضروا معهم ذويهم وأهلهم في مرات قادمة.. وكان لـ "فلسطين" الحظ بأن تحاور السنغافورية سكرتيرة اللجنة التنفيذية لمؤسسة فيفا باليستينا-ماليزيا "أزرا بانو": هي السيدة "أزرا بانو"، من قافلة فيفيا بالستينا-ماليزيا "Viva Palestina" التي تأسست في شهر يناير 2009, ومن ذلك الوقت، تقوم بقدر ما في وسعها من فعلٍ وحديثٍ عما يحدث في فلسطين وغزة، وتقوم بتوعية الماليزيين لما يجري فيهما لأن بعضهم يجهلون ذلك، والأروع من هذا أن بعضهم يقاطع المنتجات الإسرائيلية. وتفصيلاً لهذا تقول بانو:"كأكبر مقاطعة أقابلها في حياتي، قاطعنا بضائع المستوطنات، وشركة (كوكا كولا)، وحليب (نستلا)، وسلسلة مطاعم (ماكدونالدز)، فتلك الأطعمة لا نأكلها أبداً، ابني الأكبر يبلغ من العمر 24 عاماً، أما ابني الأصغر فيبلغ من العمر 15 عاما، ولم يشرب في حياته كوكا كولا قط. هذا يعني أننا ملتزمون بمقاطعة( إسرائيل) منذ أكثر من 15 عاماً، ونقول للناس قاطعوا البضائع التي تقدرون على مقاطعتها". سألناها عن الثمرة التي تجنيها من مقاطعة تلك البضائع والعالم لا يدري من حولنا!, جاء الرد رائعا في قصة روتها ل"فلسطين" قالت فيها: "كان هناك عجوز يمشي على الشاطئ، ووجد عشرات الأسماك، فبدأ يلقي بها في البحر كي لا تموت، مر بجانبه شاب وقال له هناك الكثير من الأسماك، لن تتمكن من إنقاذها جميعاً، لن تتمكن من إحداث أي تغيير. فأمسك الرجل العجوز بسمكة وألقى بها وقال "بهذه السمكة سأحدث التغيير". وتكمن العبرة في هذه القصة بأننا يجب أن نقوم بفعل ما نقدر عليه لمقاطعة (إسرائيل)، كما فعل العجوز تماماً الذي فعل بقدر ما استطاع. وتستكمل حديثها: "أعتقد أننا يجب أن نتوقف عن الحديث عن ما لا يمكننا القيام به، والحديث بدلا من ذلك عن ما يمكننا فعله، فيمكن أن لا تقدم صديقتي على مقاطعة سلسلة مطاعم ماكدونالدز، ولكنه سيخطر في بالها أن هذه الشركة تساهم في دعم الاحتلال في فلسطين في كل مرة تذهب فيها هناك، وكذلك شركة كوكا كولا وستقوم -بلا شكّ- بمقاطعة البضائع الإسرائيلية يوماً ما". وتتابع: "أقاطع (إسرائيل) وأدعم فلسطين لأن الشعب الفلسطيني فقد الكثير، الأرض والحياة والآن يفقد الهوية". [title]زيارات فلسطينية[/title] وعن زيارتها لفلسطين قبل الوصول إلى غزة تقول: "زرت القدس ورام الله وأريحا، عندما قابلت الناس هناك اقتنعت بشكل أكبر بنضال الفلسطينيين"، وتتبِع:" في إحدى المرات أواخر الثمانينات كنت جالسة مع مُحامٍ ، وبدأ يتحدث لي عن فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني، وحينها بدأت أعرف عن القضية الفلسطينية، ومنذ ذلك الحين، قلت لأبنائي، عليكم أن تقدموا دعماً لفلسطين في أي مجال تدرسون فيه، أو في أي وظيفة تعملون فيها". أزرا بانو تحكي لأبنائها دوماً عن فلسطين, فابنتها الكبيرة طبيبة وتعمل لأجل فلسطين وتبكي وهي تتمنى القدوم إلى هنا, وابنها الآخر كاتب ويكتب لأجل القضية الفلسطينية، وحسب قولها:" هناك أعداد متزايدة من الماليزيين الذين ينخرطون في دعم القضية الفلسطينية، ومهمتنا التركيز على الشباب، ودفعهم للانخراط في مهمة الدفاع عن الشعب الفلسطيني". قبل أن نبادر "بانو" بسؤال آخر بادرتنا دموعها! ذرفتها لأجلنا, فطلبت منها أن تتمالك نفسها, فردت: "أبكي لأجل فلسطين لكي أقول لكم بأننا ما نسيناكم أبداً". وعادت لثورة روحها ثانيًا: "ونحاول إقناع غير المسلمين في ماليزيا للقدوم إلى فلسطين". [title]تراث جميل [/title] تبتسم وتحلق بعينيها إلى ذكرياتها وتتابع: "ذهبت إلى القدس والمسجد الأقصى وصليت هناك 4 مرات, ومررت بأسواق القدس القديمة قبل الدخول إلى المسجد الأقصى. الناس والأسواق, والتراث الإسلامي هناك جميل جداً", واصفة المكان بقولها: "يلعب الأطفال في الساحات ويمكث الناس في المسجد الأقصى حتى بعد الصلاة"، وتتبع:" سألني جندي إسرائيلي: هل أنت مسلمة فأجبت "نعم"، فطلب مني قراءة الفاتحة ففعلت فسمح لي بدخول المسجد الأقصى". وتضيف: "عندما كنت في القدس ذهبت إلى المسجد الأقصى يوم الجمعة ومنع الجنود الأطفال والمسلمين من دخوله. لا تزال صورة الجندي الإسرائيلي عالقة في ذهني. ولا تزال صورة الجدار الفاصل عالقة في ذهني أيضاً والذي رأيته في رام الله وبيت لحم. هناك فرق بين القراءة عن الجدار ومشاهدته". وتعود لتقول عن غزة: "هناك فقراء في كل العالم، لكن الناس في العالم يمكنهم البحث عن الوظيفة في حين لا يستطيع سكان غزة فعل ذلك بسبب الحصار, فصورة غزة التي يبثها الإعلام تشير إلى أنها مدينة مليئة بالخراب والدمار. ولكن الحقيقة أنه وعلى الرغم من كل الدمار، يصر الناس على الحياة". تتوقف قليلا وتقول بإنجليزية قوية: "انتم تعلموننا كيف نتحدى ونواصل. انتم تقاتلون من اجل الحياة. غزة طائر يصر علي الطيران وإن كُسِر جناحه". وعن مؤسستها فيفا بالستينا-ماليزيا والتي تعني بالعربية "تحيا فلسطين" تقول: "نسعى في مؤسسة فيفا بالستينا-ماليزيا إلى: زيادة مستوى الوعي لدى الناس بأن فلسطين كلها تقاتل الاحتلال، وتسعى لتعزيز الروابط بين المؤسسات الفلسطينية والماليزية، وتزويد الفلسطينيين في أماكن تواجدهم بالمساعدات الطبية، وخلق فرص عمل في فلسطين عبر تنفيذ المشاريع مثل رعاية المشاريع الصغيرة وتوفير التمويل للمشاريع القائمة". وتذكر بانو أنها حين كانت في القدس، كان بإمكانها التنقل لأي مكان على الرغم من كونها أجنبية. زارت تل أبيب وهي مدينة ككل المدن –حسب قولها- ووجدت القدس الغربية نظيفة ومليئة بالحدائق بعكس القدس الشرقية، والتي تقول عنها:" لا يمكن للفلسطينيين في القدس فعل أي شيء دون الحصول على تصريح". [title]يحلمون بالزيارة [/title] الزيارة لفلسطين حلم بات يصحو عليه الكثيرون, لكن قليلون من يحظون بتحقيقه, ولكنها مع زيارتها هذه تقول لنا كفلسطينيين: "هناك الكثير من الناس في دول العالم باتوا يعرفون عن فلسطين". وتختلط بالدمع كلماتها مرة أخرى وتقول: "لم ننساكم". وعن رسالتها إلى للعالم تقول: "اذهبوا إلى فلسطين وشاهدوا بأنفسكم ما يجري ولا تعتمدوا على الإعلام لأنه لا ينقل الحقيقة عن ما يجري". وتتابع: "عندما سأعود إلى ماليزيا سأحكي للناس عن كيفية نجاحكم في بناء حياتهم رغم كل الظروف الصعبة". وتستكمل: "هناك تغيير كبير في غزة مقارنة مع الزيارة السابقة قبل عام ونصف, وأؤمن بأهمية التعليم للفلسطينيين. فالتعليم هو المفتاح للحرية ولن يتمكن احد من هزيمتهم بالتعليم. ونسبة حملة شهادة (الدكتوراة) في غزة الأعلى مقارنة مع عدد السكان في العالم". وبهزة رأس وقوة نبرة تقول: "يمكن للفلسطينيين مقاطعة البضائع الإسرائيلية قدر الإمكان وعليهم الطلب من شعوب العالم فعل ذلك. ستنجح المقاطعة تماماً كما حدث في جنوب إفريقيا". وتتحدث عن دور الإعلام الفلسطيني ومواقع التواصل الاجتماعي بدعم القضية بقولها: "الإعلام الاجتماعي مهم جدا للفلسطينيين وأتواصل مع الكثير من الفلسطينيين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. بعض الناس يشتكون من الاحتلال والحصار وهذه طبيعة البشر ولكن لا يجب أن تحرفكم الظروف عن المهمة الأساسية وهي إنهاء الاحتلال". أنهيت حواري معها وأنا أشعر بأن للسيدة أزرا من اسمها نصيبا كبيرا فهو اسم سنغافوري يعني بالإنجليزية بيور "Pure" التي تعني بالعربية "نقية".. ودعتها وتمنيت لقاءها من جديد.