18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.42°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.42°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: زيارة مشعل إلى عمّان ..أبعاد ودلالات

زيارة ثانية لقادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى عمان في غضون ستة أشهر، وفي كلتيهما التقى جلالة الملك رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وإخوانه من أعضاء المكتب السياسي، مثلما التقاهم كبار مسؤولي الدولة، لتزول غمامة القطيعة التي ظلت تسود شكل العلاقة ما بين عمان وقادة الحركة منذ أن استبعدوا من الأراضي الأردنية عام 1999. ثمة فوارق جلية بين الزيارتين وظروفهما وتداعياتهما، فالأولى التي جرت مطلع العام الحالي جاءت بوساطة قطرية عبر سمو ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكانت زيارة هامة وفاتحة طريق، طالما ظلّ مغلقاً وبالرغم من أنها وصفت بالبروتوكولية إلا أنها أسست لحالة ود وتقارب وذوبان لجليد القطيعة. وفي تلك الزيارة كان لغياب الحكومة عن حضور اللقاء الذي تم في الديوان الملكي، دلالته آنذاك، فالملف بدا واضحاً أنه سيدار على أعلى المستويات وتؤسس له بنية صلبة قوية متينة تبدأ من القصر لتتدرج شيئاً فشيئاً إلى الحكومة وأجهزتها المختلفة، لتعود العلاقة مع حماس إلى سابق عهدها. الزيارة الثانية جاءت دون وساطة وسلسة ومفاجئة دون سابق إنذار، ودون حديث عن تأجيل لها كما حدث في المرة الأولى، وحضرها رئيس الحكومة، وأعقبها فتح الباب مشرعاً لحماس وقادتها لإمضاء الوقت الذي يرونه مناسبا على الأراضي الأردنية، ثم سرعان ما أخذت حادثة اغتيال الشهيد كمال غناجة بتداعياتها على الزيارة، ولم يتردد القرار الأردني بالموافقة على دفنه في أراضي المملكة. مشعل يجيء لعمان في ظل تنامي وصعود قوة الإسلاميين في المنطقة ولهذا دلالاته، وهو يلتقي بكبار مسؤولي الدولة، في اجتماعات مغلقة، وبدت زياراته أكثر مرونة وأقل تعقيداً من سابقتها، فقد التقى برئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز، وزاره محبوه في بيت والدته، كذلك دُعي إلى مأدبة عشاء أقامها المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد بحضور أعضاء مكتب تنفيذي الجماعة، وسط حديث حول مختلف القضايا. ويعتقد مراقبون للشأن الاخواني أن قيادة الحركة الإسلامية استمعت بشكل جيد لنصائح من مشعل بضرورة المشاركة في العملية السياسية وفي مقدمتها الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويستند هؤلاء في اعتقادهم إلى مشهد النصائح التي قدمها مشعل للإسلاميين في مصر، فيما يرى فريق آخر من المراقبين أن حماس في مرحلة إعادة بناء علاقتها مع الدولة الأردنية عازمة على الابتعاد عن الشؤون الداخلية للحركة الإسلامية والتعامل معها كتنظيم مستقل، وتبتعد كل البعد عن كل التجاذبات داخل الحركة الإسلامية. في مشهد إعادة بناء علاقة صحية وصحيحة مع حماس، تنحصر مساحات التحليق في المدى الذي ستصل إليه، استنادا إلى عدة معطيات تتصدرها أن أغلب قادة الحركة في الخارج يحملون جوازات سفر أردنية وأغلب أقاربهم في الأردن وأسرهم أيضا. فالأردن ظل على الدوام المكان الآمن لهم ولأسرهم خاصة بعد خروجهم من سوريا، وبالتالي فان العلاقة بين الحركة والدولة الأردنية ستعتمد على معادلة أن حماس حركة فلسطينية على الأراضي الأردنية لا علاقة لها إطلاقاً بالشأن الداخلي الأردني، ولا تمارس أي نشاط سياسي على الساحة الأردنية. ويؤسس لهذه العلاقة كما يرى خبراء أن ثمة قواسم مشتركة تهيئ الأرضية المناسبة لبناء علاقة جيدة. فالمواقف السياسية بين الطرفين تتطابق في رفض الوطن البديل والتوطين والخيار الأردني الذي يدعو إليه اليمين الإسرائيلي المتطرف.