9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.62°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.62°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: كاريزما قائد الثورة وقائد الدولة

بدون واقٍ للرصاص خطب مرسي في ميدان التحرير. الشعب لا يطلق الرصاص على الرئيس. الشعب هو الذي جاء بمرسي رئيسا لمصر، لذا لا يخاف أحدهما من الآخر، بل يكمل أحدهما الآخر. مرسي الآن قائد الثورة وقائد الدولة. في مؤسسات الدولة ما يحتاج إلى علاج، والثورة المستمرة ستساعد الرئيس في العلاج في أقصر الآجال. "ثوار، أحرار، حنكمل المشوار" كاريزما جديدة لرئيس جديد، ليس هو عبد الناصر، ولا السادات، ولا مبارك، إنه شيء جديد كمصر الجديدة التي بدأت في 25 يناير 2011. لم يكن أحد من خصوم الإخوان يتوقع هذه الكاريزما الحيوية الجديدة، من كثرة الفبركات الإعلامية الفاسدة التي غطت على صفات الرجل. الغطاء تمزق في أول لقاء جماهيري، كما تتمزق قوة الأمواج على صخور الشواطئ. لقد فاجأ مرسي خصومه بشخصية القائد الثائر، الذي لا يخاف العسكر، ولا يسلبه المنصب خوفه من الله، ولا يبعده الحرس الجمهوري عن الالتصاق بالجماهير، فوقف أمام المنصة يفتح صدره بلا خوف، ويفتح قلبه بكل حب لكل من يحب مصر ويدافع عن ثورتها. لم يعتد الشعب المصري على رئيس يخاطب الفقراء قبل الأغنياء، ويخاطب أهل الفن والسياحة قبل أن يخاطب أهل الجد والمال، ويخاطب الأقباط قبل المسلمين، ويقول للجميع أنتم مصدر السلطات، وأنتم مصدر الشرعيات، وبكم ومعكم نواصل مشوار الثورة والنهضة. لم يعتد الشعب المصري على سماع رئيس يخاف الله أكثر مما يخاف أمريكيا. اليوم كرامة مصر فوق اعتبار. اليوم العلاقات الخارجية تقوم على أسس جديدة، لا تبعية ولا تقبُّل للعدوان، ومصر تؤمن بالسلام وبالتعاون. اليوم يتعرف الشعب المصري على مرسي، من خلال مرسي، لا من خلال الفراعين أو صدى البلد، أو رولا خرسا، وتوفيق عكاشة، وأحمد شفيق. مرسي صاحب الكاريزمات المتعددة، الوطنية، الدينية، الفردية والجماعية، الموروثة والحديثة، يعرض نفسه على شعب مصر وعلى العالم بلا رتوش وبلا مساحيق تجميل، ويمحو بكلمات حلوة مسؤولة وشجاعة كل ما قالته الفلول، وقالته خرسا وعكاشة. كاريزما الرئيس الجديد تتحرك به نحو المستقبل، فهو لا يقبل التخوين، ولا يقبل التضليل، وهو في مركز الدائرة وعلى مسافة متساوية من الجميع وسيحمي دماء الشهداء، ولن يقبل بالمحاكمات العسكرية للمدنيين، وسيحترم الدستور والقانون، وستبقى أبواب الرئاسة مفتوحة. القسم أمام المحتشدين في الميدان، هو قسم أمام الثورة التي هي سيدة الشرعيات في مصر. والقسم أمس أمام المحكمة الدستورية هو قسم يراد به إنهاء الجدل وفتح الباب أمام تولي المسؤولية التغييرية، وهو لا يعني الاعتراف بالإعلان الدستوري المكمل، ومن ثم أكد في خطابه تمسكه بكامل صلاحياته، وهو سيزاوج بين الثورة والقانون لاستعادة صلاحياته، ولمواجهة كل القضايا الإشكالية التي صنعها المجلس العسكري، من خلال الإعلام والقضاء في الظروف الحرجة. كاريزما بلا واقٍ للرصاص تعني الدكتور محمد مرسي رئيساً.