28.33°القدس
27.97°رام الله
27.19°الخليل
30.55°غزة
28.33° القدس
رام الله27.97°
الخليل27.19°
غزة30.55°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

ترويض النمور

9
9
وسام عفيفة

تتعرض غزة لعملية ترويض خطيرة تقودها دولة الاحتلال بمشاركة السلطة وأطراف عربية ودولية تهدف الى تدجين غزة وتحويلها من أيقونة للمقاومة والصمود الى كيان أليف يسهل السيطرة عليه وقد تم استخدام أسلحة الحصار والحرب واخيرا المصالحة لتنفيذ البرنامج.

ولتبسيط العملية نستعين بالأديب ذكريا تامر ليشرح لنا الفكرة من خلال قصته "النمور في اليوم العاشر"، باختصار وتصرف:

بينما كان النمر في القفص قال المروض لتلاميذه "إذا أردتم أن تتعلّموا مهنة الترويض، عليكم ألاّ تنسوا أن معدة خصمكم هدفكم الأول، انظروا الآن إلى هذا النمر. إنه شرس متعجرف، لكنه سيصبح وديعاً ومطيعاً، فراقِبوا ما سيجري.

قال النمر: "أحضِرْ لي ما آكله فقد حان وقت طعامي".

فقال المروِّض: "أتأمرني وأنتَ سجيني؟ انا الوحيد الذي يحقّ له هنا إصدار الأوامر".

قال النمر: "لا أريد طعامكَ".

قال المروِّض: "إذن جعْ كما تشاء، فلن أرغمكَ على فعل ما لا ترغب فيه".

وفي اليوم الثاني قال المروِّض: أنتَ بالتأكيد تتألم جوعا. قلْ إنكَ جائع وتحصل على اللحم".

قال النمر: "أنا جائع".

فضحك المروِّض وقال لتلاميذه: "ها هو ذا قد سقط في فخٍّ لن ينجو منه".

وأصدر أوامره، فظفر النمر بلحم كثير.

وفي اليوم الثالث، قال المروِّض للنمر: طلبي بسيط، حين أقول لك: قف، فعليكَ أن تقف".

قال النمر لنفسه: "إنه فعلاً طلبٌ تافه ولا يستحق أن أكون عنيداً وأجوع".

وصاح المروِّض بلهجة قاسية آمرة: "قف".

فتجمّد النمر توّاً، وقال المروِّض بصوتٍ مرِح: "أحسنتَ".

وفي اليوم الرابع، قال النمر للمروِّض: "أنا جائع فاطلبْ مني أن أقف".

فقال المروِّض لتلاميذه: "ها هو قد بدأ يحبّ أوامري".

ثمّ تابع موجِّهاً كلامه إلى النمر: "لن تأكل اليوم إلاّ إذا قلّدتَ مواء القطط".

فكظم النمر غيظه، وقال لنفسه: "سأتسلى إذا قلّدتُ مواء القطط".

وقلّد مواء القطط، قال المروض باستنكار: "تقليدكَ فاشل. هل تعدّ الزمجرة مواءً، سأترككَ تتدرّب على مواء القطط، وغداً سأمتحنكَ.

وفي الخامس، قلّد النمر مواء القطط، فصفّق المروّض، وقال: "عظيمّ أنتَ تموء كقطّ في شباط".

وفي اليوم السادس سارع النمر إلى تقليد مواء القطط، لكن المروِّض قال: "قلِّدْ نهيق الحمار".

قال النمر باستياء: "أنا النمر الذي تخشاه الحيوانات، أقلّد الحمار؟ سأموت ولن أنفّذ طلبكَ".

وفي اليوم السابع، قال المروِّض: "انهقْ كالحمار تحصل على الطعام".

اندفع النمر ينهق، فقال المروِّض: "نهيقكَ ليس ناجحاً، ولكنني سأعطيكَ اللحم إشفاقاً عليك".

وفي اليوم الثامن، قال المروِّض للنمر: "سألقي خطبة، وحين أنتهي صفِّقْ إعجاباً"، فابتدأ المروِّض إلقاء خطبته.

قال النمر: "لم أفهم ما قلتَ".

قال المروِّض: "عليكَ أن تعجب بكل ما أقول وتصفّق ".

صفّق النمر، فقال المروِّض: "أنا لا أحبّ المنافقين، ستُحرَم اليوم من الطعام عقاباً لكَ".

وفي اليوم التاسع، القى المروِّض حزمةً من الحشائش، للنمر، وقال: "كلْ".

قال النمر: "ما هذا. أنا من آكلي اللحوم".

قال المروِّض: "منذ اليوم لن تأكل سوى الحشائش".

اشتدّ جوع النمر، فحاول أن يأكل الحشائش، فصدمه طعمها، ثم ابتدأ يستسيغها رويداً رويداً.

وفي اليوم العاشر، اختفى المروِّض وتلاميذه والنمر والقفص، وصار النمر مواطناً، والقفص مدينة".