يبدو أن الغباء السياسي أصبح يقود المشهد الإقليمي والدولي الأمر الذي أصاب منطقتنا بهزات عنيفة جراء قرارات ومواقف زعماء وقادة أغبياء، استعصى على المحللين وبنوك التفكير توقع واستشراف خطواتهم او قراءة الاحداث السياسة الهامة ومألاتها.
النيران المشتعلة حولنا بفعل فاعل وينفخ فيها أصحاب نظرية الغباء الاستراتيجي التي أخذت حيزًا في سلوك الدكتاتوريات ومن يدعمها من الامبراطوريات الحديثة.
أبرز من قاد سياسة الغباء الاستراتيجي خلال الشهور الأخيرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعض حلفائه الإقليميين حيث ينطبق عليه المثل الشعبي: "مجنون يرمي حجرًا في بئر، ويعجز عن إخراجه ألف حكيم "
مؤخرًا تطرقت ندوة في البرلمان البريطاني للموضوع وكيف أن القرارات الغبية للدكتاتور تأتي بالكوارث لشعب بكامله" وخرجت بنتيجة ان قرارات الزعيم الخاطئة تعرض الشعب والوطن للخطر فيلجأ الى شعارات فارغة لتهييج الغوغاء وافتعال مواجهة مع القوى الخارجية.
الصفقة الأمريكية اتجاه القضية الفلسطينية وفي قلبها القدس الى جانب سلوك المطبعين قد ينطبق عليها القول المأثور "رب ضارة نافعة" وهكذا يتحول الغباء الى عميل مزدوج يعمل لصالحنا.
لهذا يقول العارفون بأمور الأغبياء إن السلطة تشعر الحاكم الغبي بتضخم الذات، وبتوحد الوطن مع ذاته، إضافة لإدمانه السلطة والشعور "بالتأله" الذي يؤدي للتجبر والاستعلاء والطغيان بلا حدود.
وأمام هذا التعريف يقفز السؤال كيف لنا أن ننجو بالغباء من مؤامرة الاحتلال وحلفائه، والجواب في قصة الدب الذي قتل صاحبه من كثرة الحب ".
يُحكى أن دبًّا كان يرافق صاحبه في كل خروج من المنزل، فكلاهما يحب الآخر بشكل جنوني، نام صاحب الدب في إحدى المرات نوما عميقا، ذبابة لئيمة كانت تتجول هناك عثرت على النائم وعاثت فسادا في فمه وأنفه وجبهته، الدب المخلص يحاول طردها عن صاحبه في كل مرة، ولكن عبثا يحاول فالسيطرة عليها صارت مستحيلة، فهداه تفكيره أخيرا لقتل الذبابة والتخلص منها، وألقى حجرا عليها وهي تمرح على أنف صاحبة، فطارت الذبابة وتهشم رأس صاحبه" وهكذا نكتشف أن من الغباء ما قتل.
