في كل ركن من أركان مسجد الفاروق تجد ذات المشهد يتكرر لكن بأشخاص مختلفين، شباب فرقتهم أمور دنياهم، وجمعهم حبهم لكتاب ربهم، فالتحقوا بمخيمات تاج الوقار لحفظ وتثبيت القرآن الكريم في 60 يوماً. عصر كل يوم تبدأ حلقات دار القرآن الكريم والسنة دوامها المعتاد، لكن في هذا العام الأمور لم تختلف كثيراً عن الأعوام السابقة ، وبحسب مشرف حلقات التثبيت بالمحافظة الوسطى الأستاذ "عبد الإله أبو رحمة"، فإن حلقات تثبيت القرآن الكريم تعنى في هذا العام بالدقة والاتقان بشكل كبير . "شبكة فلسطين الآن" عايشت يوماً قرآنياً بصحبة الصفوة الأبرار بحلقة مسجد الفاروق بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والتي تضم 13 حافظاً للقرآن الكريم. محفظ الحلقة الأستاذ "عبد الله الجمل" أشار إلى أن عملية التثبيت تجري بشكل مدروس وضمن خطة عمل يوميا معدة مسبقاً، حيث يوزع الطلاب حسب مستواهم على الدورة التي يتقنها ، من خلال تثبيت "10 أو 20 جزءً أو القرآن كاملاً" ولكل دورة برنامج خاص بها . وقال: "يقوم الطالب الملتحق بحلقة الحافظ "تثبيت 10 أجزاء" بتسميع 5 صفحات مجتمعات يومياً، وفي اليوم التالي يقوم بمراجعة صفحات الحفظ السابقة قبل البدء بتثبيت جديد، بهدف الوصول إلى حفظ متقن، وتثبيت ممتاز، ولتعويد الطالب على الحفظ المجتمع وليس المتقطع". وأضاف المحفظ الجمل أن دورات تثبيت القرآن الكريم قسمت هذا العام إلى ثلاثة دورات " 10 أجزاء دورة الحافظ ، 20 جزء دورة الحافظة الجيد ، القرآن كاملا دورة الحافظ المتقن " ، وللطالب الحرية في اختيار الدورة المناسبة لقدراته مع موافقة محفظه . [title]تثبت نحو الاتقان[/title] بدوره أكد المشرف عبد الإله أبو رحمة أن الهدف الرئيسي لدار القرآن الكريم والسنة هو الوصول إلى التثبيت المتقن ، والحفظ التجميعي المتتابع ، من خلال الخطة الموضوعة لسير المخيمات عليه هذا العام . وأوضح أبو رحمة أن الطالب يختبر مع محفظه في كل جزء يثبته ، ثم يختبر من قبل لجنة مختصة بعد اتمام " 3 ، 7 ، 10 ، 15 ، 20 ، 25 ، 30 جزء " بهدف متابعة تثبيته أولا بأول ، والحرص على تعرض الطالب لمراجعة ذات الأجزاء أكثر من مرة خلال فترة المخيم . واعتبر التثبيت الجيد يريح الطالب في الفترة التي تلي المخيم في حلقات ديوان الحفاظ ، كما توفر له منح حياتية وكرامات قرآنية ، من خلال المنح الدراسية الكاملة التي توفر معظم الجامعات لحفظة القرآن كاملا ، ونصف منحة لحفظة 20 جزء ، الأمر الذي يتطلب على الطلاب الاجتهاد والحرص على الاتقان . [title]يوم بصحبتهم[/title] الحافظ محمد نصار اعتاد على تثبيت 5 صفحات من القرآن الكريم بشكل يومي ، ومراجعة التثبيت السابق باستمرار ، حيث يقول : " أسعى في هذا العام إلى تثبيت 10 أجزاء من القرآن تثبيتا متقنا ، والتغلب على عقبات الأعوام الماضية والتي كانت تنص على تثبيت القرآن كاملا ، الأمر الذي يتنافى نوعا ما مع الجودة ". ويتابع : " برنامج المخيم القرآني لهذا العام مشجعة جدا على التثبيت ، حيث أن وقت المخيم مناسب جدا من العصر إلى المغرب ، على خلاف الأعوام الماضية والتي كانت من صلاة الفجر إلى صلاة الظهر ، كما أن نظام التثبيت موزع على حسب قدرات الحفاظ ، وملائما لشهر رمضان الذي سنعيش أغلبه بهذا المخيم " . أما الحافظ مسلم أبو عريبان فأشار إلى أن هذه المخيمات تعمل على تثبيت جزء كبير من الحفظ ، وهي بمثابة جرد لكل المراجعة طيلة العام ، موجها شكره لدار القرآن الكريم والسنة على رعايتها لهذه المشاريع التي تهدف إلى نشر القرآن في قلوب الفلسطينيين . [title]حرص على المشاركة[/title] وفي ذات السياق طالب الحافظ علي العويسي دار القرآن بالتواصل في مخيمات تاج الوقار بشكل دوري كل عام ، قائلا : " لقد أكرمني الله بحفظ القرآن الكريم في مخيمات تاج الوقار قبل أربعة أعوام ، ومنذ تلك اللحظة وأنا أحرص على الالتحاق بحلقات التثبيت بشكل يومي، وبمخيمات تاج الوقار بشكل سنوي ، وأتمنى التوفيق في تثبيت كامل آيات القرآن الكريم . ولخص الحافظ محمد حمد حديث أقرانه بقوله : " نسعى جميعا لتثبيت القرآن الكريم في صدورنا ، لذا نحرص على الالتحاق بهذه المخيمات كل عام ، ونحاول أن نرضي ربنا بتثبيتنا لكتابه الكريم ، وأسأل الله أن يوفقنا لهذا العمل العظيم " . وقد أعلنت دار القرآن الكريم والسنة عن انطلاق مخيمات تاج الوقار لحفظ وتثبيت القرآن الكريم في 60 يوما ، من تاريخ 9-6-2012 ، وسط إقبال كبير من الطلاب والطالبات .