32.2°القدس
31.62°رام الله
31.08°الخليل
28.68°غزة
32.2° القدس
رام الله31.62°
الخليل31.08°
غزة28.68°
الإثنين 17 يونيو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.25دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.99يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.25
جنيه مصري0.08
يورو3.99
دولار أمريكي3.72

خبر: طنطاوى يعود وزيراً

من الضروري قراءة هذين المشهدين بتعمق لأنهما سيعنيان لاحقا أن الاستقرار سيترسخ وأماني النظام القديم ستدفن إلى الأبد.. المشهد الأول.. المشير طنطاوي والفريق عنان يؤديان التحية العسكرية للرئيس مرسى قبل تسليمه السلطة رسميا في احتفالية "الهايكستب".. والثاني: المشير يحضر لأول مرة منذ خلع المخلوع اجتماع الحكومة كوزير للدفاع برئاسة الدكتور كمال الجنزوري، على مائدة تصدرها الرئيس الجديد. إنهما رسالتان واضحتان تشيران إلى أن الرئيس صاحب الشرعية هو مرسى وأن دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة كحاكم للبلاد انتهى فعليا. لكن ذلك لا يكفى لكي يضطلع مرسى والإدارة المدنية الجديدة بمسئولياتهما دون تدخلات من الطرف العسكري، خصوصا أن البعض غير مطمئن بسبب وجود الإعلان المكمل أو "المكبل"، وفى نفسه شكوك كبيرة حيال حكم "الدستورية العليا" بعدم دستورية ثلث مجلس الشعب ثم التفسير السريع المتجاوز لدور المحكمة، ونشره في الجريدة الرسمية، ومسارعة "العسكري" إلى استرداد سلطة التشريع.. كل ذلك في حزمة من الإجراءات السريعة سبقت جولة الإعادة، فطبعت في الذهن أن العسكر لا يرغبون في الرحيل، وأنهم يرسون دعائم دولتهم العظمى المستقلة داخل الدولة المصرية الأصغر! هذا الانطباع نفسه تولد إقليميا وخارجيا، فجعل البعض يستصغر شأن الرئيس الجديد، معتقدا أن المجلس العسكري صاحب القرار والسيادة الأوحد، وأن مرسى لن يكون سوى شخص بروتوكولي لاعتماد أوراق السفراء الجدد أو استقبال رؤساء وملوك الدول وحضور القمم ومعه رقم مباشر بمكتب المشير يعود إليه في كل كبيرة وصغيرة. أؤكد أن الرسالتين سالفتي الذكر لا تكفيان، فساعات العسل والمجاملات المتبادلة بين المجلس العسكري ومحمد مرسى لن تطولا، وكتائب النظام السابق الإعلامية تقف على أهبة الاستعداد لإعادة حربها الضروس ضد الثورة والتي توقفت بعد الإعلان الرسمي بهزيمة شفيق. مقال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك أمس في صحيفة الإندبندنت البريطانية يبرهن على أهمية التحرك السريع لترسيخ الجمهورية الثانية، فالكاتب البريطاني "المحترف" اعتمد على إشاعات سمعها من "ثعلب"، على حد تسميته، ليشكك في فوز مرسى وينسب الفضل لطبعة جديدة من الضباط الأحرار في جهاز المخابرات الحربية، أي أنه يردد حكايات المصاطب نفسها التي يتحدث بها توفيق عكاشة ويحشد لها بضع عشرات ليقطعوا طريق الأوتوستراد دون تدخل من الأجهزة الأمنية لتنفيذ القانون ومنع اختراقه. على مرسى أن يدرك – أكرر هنا ما قلته أمس – أنه يعيش في بيئة معادية جدا ودولة عميقة لن تدعه يستريح وستعمل على هزيمته بالاضطرابات والمظاهرات وقطع الطرق وإثبات أن الإخوان أو غير العسكريين لا يصلحون للحكم لأنهم يفتقدون الحسم والحزم والمبادرة. يجب أن ينطلق سريعا لتشكيله فريقه الرئاسي والحكومي قبل أن يداهمه الوقت، وأن يسعى لاسترداد مجلس الشعب سواء بالبحث عن مخرج قانوني مناسب أو الدعوة لانتخابات جديدة في أقرب وقت، فإعلام الفلول بدأ يروج شائعات، وهذه "لميس الحديدى" تبدأ حملة على قراره رفع العلاوة الاجتماعية ومعاش الضمان الاجتماعي مشككة في قدرة الحكومة على توفير الميزانية اللازمة لذلك، ومدعية بأن حكومة الجنزورى ستبقى عدة شهور. أعرف أن "لميس" ليست من الأهمية بحيث نبنى عليها قلقنا، لكنني لا أقصدها بذاتها وإنما أقصد المنبر الذي تتحدث من فوقه والذي يستضيف الإعلام المباركي الشفيقي الفلولي.