الحمار لصاحبه: أراك مهتمًا بسماع الأخبار من المذياع وكأنك تنتظر مولودًا جديدًا.

صاحبه: أبشر لقد انتصرنا... 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت لصالح قرار يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعترضت 9 دول، وامتنعت 35 دولة عن التصويت.

الحمار ضاحكا: انتصرتم في الأمم المتحدة وانهزتم في معركة المصالحة.. أكثر من 10 ملايين فلسطيني في الداخل والشتات يصوتون كل يوم لصالح الوحدة لكنهم يفشلون أمام صوت واحد .. صوت رئيسكم.

صاحبه: معركة القدس أهم... ضع رأسك في وعاء الشعير ولا تزاود علينا.

الحمار: أين هو الشعير؟ هل نسيت أنك منذ يومين لم تضع لي سوى حفنة شعير واحدة رغم عملي ليل نهار، حتى باتت قدماي لا تقوى على حملي، وفي كل مرة تعدني بوجبة تعويضية حال تلقيت أجرة نقل جديدة؟

صاحبه: ألا ترى كساد السوق، والناس باتت تحمل أثقالها على اكتافها وظهورها توفيرًا للمال.

الحمار: إذًا أنا أعطيك إنذارًا أخيرًا، في حال لم توفر لي أي طعام اليوم فلن أخرج للعمل غدا.

صاحبه: يبدو أنى سأضطر لاستخدام العنف معك، إذا توقفت عن العمل كيف سأجد قوت يومي؟

الحمار: عندها لن تجد مني سوى النهيق والرفس.

وألقى الحمار البردعة كخطوة احتجاجية أولى.

صاحبه: يجب أن تتفهم وضعي.. الدائنون يلاحقوني في كل مكان، وزوجتي هددتني بمغادرة البيت وترك الأولاد حتى أنهي مشاكلي المالية.

الحمار: وهل تتوقع والمأزومون أمثالك أن تحلوا مشاكلكم المالية والأسرية والوطنية والسياسة على ظهورنا...

صاحبه بعصبية يبدأ بضرب البردعة كإشارة تحذير للحمار.

الحمار: حالكم يذكرني بجماعة من الناس كلما أوقع الحمار الأحمق أحدهم ، فأحدث الإصابات ، وأتلف الزاد انهالوا جميعها ضربا في البردعة..! وبعد طول تشكي وهجاء .. يطالبون بضرورة تغيير البردعة ..

ويظلون لسنوات ينادون ويطالبون بوجوب تغيير البردعة ، وعلى مضض، يتم تغيير البردعة.

وتجدهم دائما يتركون للحمار أمر تغيير البردعة .. وبالطبع فان الحمار لا يفهم في البرادع ، وانما :في البرسيم والفول والنهيق والبرطعة ...وتتغير البرادع، والحمار هو الحمار.

حتى صاروا مضربا للمثل لمن لا يعرف المصدر الحقيقي لمشاكله وبلاويه ..، فيقال عنه ":كمن يتركون الحمار ...ويؤدبون البردعة".