23.34°القدس
23.06°رام الله
22.19°الخليل
27.38°غزة
23.34° القدس
رام الله23.06°
الخليل22.19°
غزة27.38°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: أبناء يفضلون رؤية "العمى" على رؤية آبائهم!

رغم بلوغها الخامسة والخمسين، إلا أن "أم نضال" لا تزال تدعو الله ألا يسامح والديها على ما ارتكباه بحقها، بسبب حرمانها من الزواج في بادئ الأمر لكي "لا تنتقل أموالها إلى الغريب"، ثم إكراهها على الزواج من ابن عمها الذي يصغرها بعشر سنوات بعد أن جاوزت الثلاثين، فاستنزَفت عائلته كل أموالها، وأخيرا تركها وتزوج من أخرى. أم أحمد تقول لـ"فلسطين" إنها عانت كثيراً في حياتها قبل الزواج ومن بعده أي خلال سنواته الخمس والعشرين، وتؤمن أن والديها هما السبب الأول لهذا الشقاء، لذا فهي تصرّح علانيةً أن مكانتهما في قلبها ليست على ما يرام، وأنها لن تسامحهما مطلقاً. الوضع الطبيعي في أي أسرة أن يكون للأبوين مكانة لا تُمس، لكنها في بعض الأسر لا تكون كذلك، وصاحبة القصة السابقة ليست الوحيدة التي تكنّ مشاعر الكره لوالديها، "فلسطين" رصدت بعض الحالات في سياق التقرير التالي: [title]لأنه يكرهنا[/title] "أ.أ" شابٌ في عامه الأول في المرحلة الجامعية، لم يتردد في البوح لـ"فلسطين" بكرهه الشديد لوالده، وبالطبع فإن المخطئ بالدرجة الأولى من وجهة نظر الابن هو الأب، أما عن أسباب الكره فيقول: "كبرت وأنا أرى أمي تُضرب وتهان وتتحمل لأجلنا، العنف هو وسيلته الوحيدة لتربيتنا، أما البخل فحدث ولا حرج، ناهيك عن الكثير من الدوافع التي لا تترك في قلبي مجالا لمحبته". ويتابع: "تصرفاته السيئة تدفعني لمعاملته بالمثل، لذا فإني أتعمد أن أفعل ما يثيره، ومن قبيل هذا عدم دراستي في الثانوية العامة حتى حصلت على معدل منخفض والتحقت بتخصص لا يرغبه". ويقول "أ.أ" إن والدته تعاني كثيرا من تصرفاته، وترفض تحريضه وتحريض إخوانه على والدهم، وتناقشه كثيرا في محاولة منها لتوعيته لكن بلا جدوى، كما يعترف، أما تأثير أفعاله على نفسه ومستقبله فهو لا يبالي بها ويقول: "المهم أن أنتقم منه". كره الأب أيضاً تسلل إلى قلوب أخوات ثلاث التقت بهن "فلسطين"، وتقول إحداهن:"والدي يكره البنات، ولطالما تمنى لو لم تكن أمي أنجبتنا، لم يكن يتوانى عن ضربنا والدعاء علينا بالموت". وتضيف:"من مظاهر كرهه لنا ومحاولته التخلص منا والارتياح من أعباء نسببها له وفق زعمه هو أنه أجبرنا على حفظ القرآن؛ لنحصل على إعفاء من دفع الرسوم الجامعية عندما نلتحق بالجامعة". ورغم مشاعرهن تجاه والدهن إلا أنهن يرفضن التصريح بها أمام الناس من باب "عدم نشر الغسيل"، كما تقول إحداهن. [title]الخطأ لا يقابل بجريمة[/title] "لا يوجد رماد من غير نار" هذا هو التعليق الأولى للاختصاصي النفسي والاجتماعي د.فوزي أبو عودة على موضوع كره الأبناء للآباء، قائلا:"إن حصلت كراهية من هذا النوع، فقد تكون بسبب تصرفات الآباء معهم من حرمان وتعنيف وعدم إشعارهم بالحنان، وكل ذلك يؤدي إلى الكراهية، لذا فإن على الأسرة أن تقدم لأبنائها الحنان، وألا تتعامل مع العقاب على أنه وسيلة انتقام بل أسلوب تربية لهم". وبحسب أبو عودة، فإن الابن مطالب بأن يدرك أن لكلٍ وجهة نظر، وقد تكون وجهة نظر والديه صحيحة، وبالتالي فليتقبلها ويستأنس بها ويفتح باباً للحوار معهما تفاديا لحدوث قطيعة بين الطرفين، أما إن عمل "بالضد" فهذا سيؤدي إلى تدميره وتدمير مستقبله ولن يؤثر سلباً على الأهل. وينصح أبو عودة الابن:"كن منفتحاً حاور والديك وحاول أن تصل إلى حلّ، ولو افترضنا جدلاً أن الأبوين على خطأ، فإياك وأن تسعى للانتقام لأنك لن تجني منه سوى غضبهما وعواقبه لأن الخطأ لا يُقابل بجريمة". أما إن كان الكره لأحد الوالدين ناتجاً عن تحريض الطرف الآخر بسبب خلافات بينهما فإن ذلك يُعد "أمرا خطيرا"، حيث يجب أن يناقشا الخلافات أيا كانت بعيداً عن مرأى ومسمع الأبناء، وبالتالي لا يمكن تبرير أن يقوم أحدهما بتحريض الأبناء على الآخر.