10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
16.23°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة16.23°
الإثنين 02 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: موقف صارم للعرب من احتجاجات أوروبا

أليس من حقنا نحن كعرب أن ندلي بدلونا في الأحداث المتفجرة في عالمنا، أم أن الأمر يقتصر فقط على التدخل الغربي والأمريكي في شئوننا الداخلية. العالم من حولنا يمر بأحداث جسام ولا تكاد تخلو دولة من الدولة من نزاعات أو حروب أو مظاهرات مطالبة بالإصلاح سواء الاجتماعي أو الاقتصادي، وهناك شعوب تنادي بإسقاط النظام. ففي أوروبا تعاني كل من بلجيكيا، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، واليونان، ورومانيا وغيرها من إضرابات واعتصامات احتجاجية على الخطط التقشفية، وعلى تدني مستوى الأجور، ويطالبون بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. وفي الولايات المتحدة الأمريكية الأمر لا يختلف كثيراً، فأزمة الديون تكاد تخنق الاقتصاد الأمريكي وخفضت بالفعل من تصنيفها الائتماني العالمي لأول مرة في التاريخ، حتى وصل الأمر لأن يحذر أكبر العلماء الاقتصاديين الأمريكيين من انهيار وشيك للدولة. أما عن النرويج وما حدث في أوسلو من انفجارات وإطلاق نار أودى بحياة العشرات وأصيب على إثره المئات فليس ببعيد. وما يجري الآن في "إسرائيل" من احتجاجات عارمة ومظاهرات فاق تعدادها نصف مليون مشارك، وسط توقعات بأزمة اقتصادية حقيقية إذا بقيت الأمور على هذا الحال. كل ما سبق لا يشمل الدول العربية التي قامت قيامتها ولم تقعد، ولم تشمل الصومال الجائع الذي يستنجد ليلاً ونهاراً ليبق علي قيد الحياة، ويستغيث بالعرب دون جدوى إلا من ما رحم ربي. كل هذه الأحداث الساخنة في العالم تحدث والدول العربية لا تحرك ساكناً، لماذا لا تعقب الدول العربية على ما يحدث في لندن، وتدعو رئيس الوزراء كاميرون لضبط النفس وتفهم مطالب المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم. لماذا لا يدعوا العرب سفرائهم في لندن للتشاور بعد أن قتل متظاهر أسود في لندن؟!، ما أثار استياء وغضب البريطانيين من أصل أفريقي وفجر الأحداث المستمرة حتى اللحظة، ولماذا لم يتشاور العرب لفرض عقوبات اقتصادية على لندن إذا استمر قمع الاحتجاجات بهذه الوتيرة؟!. لماذا لم تدع الدول العربية الأمم المتحدة ومجلس الأمن للانعقاد العاجل، وإدانة الأحداث في لندن والتهديد بفرض عقوبات إذا استمرت في قمع المتظاهرين بهذا الشكل العنيف؟!. بل لماذا لم تتدخل الدول الأوروبية نفسها في الأزمة المستمرة في لندن، وتتدخل بسرعة فائقة وبمواقف صارمة في الأحداث العربية الداخلية؟!. لماذا لم تسارع الدول العربية للاجتماع وتحدد موقفها مما يحدث في "إسرائيل"؟!، ولماذا لم تدع الحكومات العربية حكومة "إسرائيل" إلى الاستجابة لمطالب المحتجين؟!، خاصة وأن العلاقة بين بعض العرب و"إسرائيل" أحلى من السمن عالعسل. يغيب التعقيب العربي عن الأحداث في أوروبا وأمريكا والكيان الصهيوني، وهم المعروفون بقدرتهم الفائقة على الكلام لا الأفعال، نحن نريد كلاماً فحسب ولا نريد أفعالاً قط، نحن نريد أن نكون على خارطة التنديد العالمي، ولا نريد أن نكون على خارطة القوة العالمية. إذا بقيت الشعوب العربية على حالها في بعض الدول العربية فإن للعرب مستقبلاً لا يختلف كثيراً عن حاضرهم، حاضر تكالبت فيه كل الدول على العرب وتدخلت في شئونهم الداخلية حتى دون اعتراض من أصحاب الشأن. هناك أسئلة كثيرة وكثيرة جداً بحاجة لإجابات، أسئلة على الصعيد العربي الداخلي وأسئلة على الصعيد الخارجي، ولكن السؤال الأكبر والأصعب والذي لم أجد له إجابة قط "من هي الشخصية العربية المسئولة التي تقدر على الإجابة عن تلك الأسئلة؟؟!!".