23.34°القدس
23.06°رام الله
22.19°الخليل
27.38°غزة
23.34° القدس
رام الله23.06°
الخليل22.19°
غزة27.38°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: الجلباب.. صراع الموضة وضوابط الشرع!

بدا السائق وهو ينادي على الركاب غاضباً محمر الوجه، وما أن صعدت السيارة معه حتى كأنه وجد فيّ ضالته، فدعاني للنظر إلى من حولي وقال: "انظر هذه محجبة وتلبس عباءة شفافة وهذه كذا وكذا .. منتقداً أنواع الجلبابات التي أصبحت على "الموضة" -كما يقول-. الحديث في العادة يدور بين اللباس الشرعي واللباس السافر للفتيات والنساء غير أن الواقع اليوم أصبح يفرض الحديث عن الجلباب والجلباب وأيهما ينسجم مع الزي الشرعي وأيهما غير ذلك. فلقد أصبحت ظاهرة الجلبابات المزركشة والضيقة والشفافة تنتشر وبكثرة، حتى أنها أخذت البريق من الجلباب الشرعي المعروف منذ وقت طويل، وأضحى هو الحالة الشاذة بينما الجلبابات المزركشة والملونة والضيقة هي التي تسيطر على مشهد الفتيات حتى الملتزمات بالزي الشرعي من الحجاب والنقاب. [title]شرعي وجميل [/title] الفتاة (إ.خ) وهي طالبة جامعية وترتدي جلباباً من السيلكون المزركش ببعض الرسومات فقد اعتبرت أن جلبابها شرعي ولا يخالف الزي الإسلامي، مؤكدة أنه من الواجب على الفتاة أن تظهر بمظهر مقبول وجميل. وعن نظرتها للجلباب الفضفاض قالت: "هذه موضة قديمة ولا تناسب الواقع الحالي"، موضحةً أنها غير مستعدة للبس مثل هذه الجلبابات لكونها تخالف الذوق، وأضافت: "لا بد أن نعمل على تطوير ذواتنا ولا نتوقف عند موضوع كهذا ". ووافقتها الرأي زميلتها في الجامعة (ه.ن) التي تلبس عباءة مزركشة الأكمام وعليها بعض الرسوم المزركشة في الظهر وقالت: "هذه العباءة أجمل بكثير من الجلبابات العادية وهي تعطيني أريحية في السير والدراسة". [title]النقاب والألوان[/title] لا يتوقف الأمر على المحجبات فحسب، بل ترى بعض المنتقبات يلبسن بعض الجلبابات الملونة والملفتة للانتباه ولعل كثيرين حين يرونها يقولون "ليتها لم تلبس النقاب". الطالبة (س.ص) منتقبة التقيناها وهي تلبس جلباباً لونه "جنزاري" فسألناها كيف توائم بين لبس النقاب وبين هذا اللون اللافت لجلبابها المصنوع من قماش السيلكون، فاعتبرت الأمر طبيعي ولا ضير في ذلك معتبرة أنها تحاول أن يكون زيها ملتزم بالتعاليم الإسلامية قدر الإمكان، غير أنها لم تجد في السوق جلباباً أكثر حشمة ويمتاز بالجمال وحسن الصنعة، مستدركةً بالقول: "ليتهم يهتمون بصناعة جلبابات بمواصفات كاملة لكن تكون جميلة ومرتبة". [title]التجار والربح[/title] توجهنا إلى أحد البائعين المتخصصين في بيع الجلبابات وسط مدينة غزة وناقشنا معه هذه القضية فأفادنا أن الجلبابات المزركشة وخاصة المصنوعة من السيلكون والعباءات عليها طلب أكثر بكثير من الجلبابات التقليدية . وأرجع ضعف مستوى الجلباب العادي وسوء صناعته إلى قلة الطلب عليه ، وقال :" التجار يهتمون بما يدر عليهم الربح من خلال بيع كميات أكبر ، لذل نرى أن الجلبابات "الموضة" تتزايد وأشكالها تتعدد في حين ينحسر من السوق النوع العادي والتقليدي". [title]ضوابط الشريعة[/title] ولمعرفة رأي الشرع لجأنا للشيخ "يوسف فرحات" رئيس دائرة الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف والشئون الدينية فأوضح أن القاعدة الضابطة في موضوع لباس المرأة واضحة وهي أن يكون لباسها سابغاً واسعاً فضفاضاً لا يصف ولا يشف وألا يكون قتنة في ذاته . وبين فرحات أنه لا دليل شرعي يمنع المرأة المسلمة من ارتداء الجلباب الملون ، فالراجح حسب قوله أن الصحابيات ونساء الصحابة لبسن كل الألوان، وقال: "أميل لمنع لبس الجلبابات التي تتكون من أكثر من لون درءاً للفتنة فهو يعطي نوعاً من الإغراء". وحول تذرع بعض الفتيات بعدم جودة الجلباب العادي التقليدي وندرة وجوده، رفض فرحات هذه الذريعة ،وقال: "الكلام ليس صحيحاً وإن كان كذلك فمن الممكن تجويده بحيث يصبح مناسباً للذوق وفق ضوابط الشرع". وأكد أن بعض التجار يقصدون ضخ كميات كبيرة ومتنوعة من الجلبابات التي تخالف الشرع بسبب ضيقها وعدم سترها لجسد المرأة كنوع من التحايل على اللباس الشرعي، داعياً فتيات المسلمين إلى السعي لرضا الله عز وجل بعيداً عن الموضة واللباس الذي لا يناسب الفتاة المؤمنة التي تسعى لنيل رضا الله ودخول جنته .