9.75°القدس
9.61°رام الله
8.86°الخليل
16.19°غزة
9.75° القدس
رام الله9.61°
الخليل8.86°
غزة16.19°
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.84يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.84
دولار أمريكي3.65

عبادة ودعاء وأجواء روحانية ..

خبر: الأسرى المحررون وأجواء رمضان داخل السجون

" إن لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لها " لم يكن هذا الحديث النبوي الشريف ليمر على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مرور الكرام ، بل حرص كل مسلم على التعرض لهذه النفحات واغتنامها قدر الإمكان ، وأعظم هذه النفحات شهر رمضان المبارك ، الذي أسهب النبي في ذكر فضائله وفوائده ، فبمجرد الدخول في هذا الشهر تجد النفوس والقلوب تغيرت وأقبلت إلى الله عز وجل . لكن شهر رمضان في فلسطين له حكاية خاصة ، تنوعت فصولها بين السجون ، والحصار والقتل والدمار ، غير أن حكاية رمضان في السجون ذات شجون خاص ، وعبرات فاقت بعظمتها كل التصورات ، وعزائم الأسرى طغت بقوتها على كل الصعاب ، فاغتموا شهر رمضان أكثر من اغتنامنا إياه ، وجعلوا نصب أعينهم " وعجلنا إليك ربنا لترضى " . [title] المحرر الحشاش يتحدث عن رمضان[/title] لربما من عاش شهر رمضان الكريم خارج السجون ومن عايشه داخل الزنازين ، يعرف مدى الفرق الواضح والكبير بين الاثنين . الأسير المجاهد محمد نهاد الحشاش من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة ، عاش مع أهله وذويه 29 شهر من رمضان ، وعاش مع إخوانه الأسرى داخل السجون 20 شهر من رمضان ، وجد خلال هذه الفترة اختلافا كبيراً وحنيناً لا يوصف إلى أجواء رمضان خارج السجون ، رغم الإيمانيات الرائعة التي تخيم على السجون خلال شهر رمضان المبارك . وفي هذا الصدد يشير المحرر محمد الحشاش أن أصعب رمضان يمر على كل أسير هو أول رمضان يقضيه داخل السجون ، حيث يرجع بذاكرته إلى الوراء إلى حيث أجواء رمضان خارج السجون ، إلى حيث الأهل والأحباب ، إلى حيث الأجواء الإيمانية ، ولذة الصلاة والعبادة في مساجد الوطن الفلسطيني المسلوب . ويضيف الأسير المحرر : " أجواء رمضان تبدأ داخل السجون قبل موعد الإفطار بعشرة دقائق ، حيث يتم إغلاق جميع الغرف في تمام الساعة السادسة ، ويجتمع جميع الأسرى حول مائدة الفطور ، بانتظار موعد آذان المغرب ، حيث يتم الإفطار وأكل الحلويات ". ويتابع:" وبعد وقت راحة من المغرب إلى العشاء ، للاستعداد لصلاة العشاء والتراويح ، حيث يتم صلاة 20 ركعة يختم فيها جزء واحد خلال صلاة التراويح ، ثم بعد ذلك يبدأ ورد كل أسير بشكل مفرد ، من خلال صلاة قيام الليل ، وقراءة القرآن الكريم وفعل الخيرات ". ويستذكر الأسير الحشاش المنافسة الشديدة بين الأسرى في مجال الخير ، وخصوصاً في مجال قراءة القرآن الكريم ، وقال :"يختم كثير من الأسرى القرآن الكريم كل يوم ، ويختم أقل أسير فيهم القرآن 3 مرات خلال هذا الشهر ، والشهادة لله أن أجواء رمضان الروحانية داخل السجون أكثر منها خارج السجون " . [title] رمضان في عيون المحرر البحر[/title] الأسير عبد الناصر محمد البحر ، من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة ، عاش 17 شهر من رمضان داخل سجون الاحتلال الصهيوني البغيض ، حيث يشير بقوله : " رمضان داخل السجون لا يختلف كثيرا عن خارج السجون إلا من ناحية الاجتهاد في الطاعة والإكثار منها ". ويضيف:" بمجرد أن يتم الإعلان عن حلول شهر رمضان يسارع جميع الأسرى إلى استقباله بالتكبير والتهليل ، وشكر الله عز وجل على أن أكرمهم بهذا الشهر الفضيل ، حيث تتوقف جميع البرامج والفعاليات خلال هذا الشهر ، بما فيها البرامج الثقافية والرياضية ، ويخصص هذا الشهر للعبادة والطاعة والقيام وتلاوة القرآن ، حيث يحرص كل أسير على ختم القرآن كل 3 أيام على حسب اجتهاد كل واحد منهم " . كما يضيف الأسير المحرر : " أجمل اللحظات في شهر رمضان هي اجتماع الأسرى حول مائدة الفطور والسحور ، يتبادلون الضحكات ويصممون على كسر إرادة السجان رغم الظلم الذي يتعرضوا له باستمرار ، حيث يخصص نهار ولليل رمضان لقراءة القرآن والصلاة والتسبيح ، من خلال استغلال كل وقت منه بذكر الله والتقرب إليه بالطاعات والقربات ، فرمضان داخل السجون يتسم بالروحانيات طيلة أيام الشهر المبارك " . [title] رمضان والأسرى القدامى[/title] الأسير القسامي المحرر عطا هليل أبو خبيزة ، أمضى 17 عاما داخل السجون ، عاش خلالها 17 شهراً من رمضان ، وتحدى خلالها مصلحة السجون وسياسة الغطرسة العنجهية التي ينتهجوها بحق الأسرى ، وخلال حديث خاص معه أشار بالقول : " شهر رمضان يكون مؤلم على الأسرى الجدد ، وخصوصا في أول 3 أيام منه ، وأكثر شيء يتألم منه الأسير العاطفة والحنين إلى الأهل والأحباب ، غير أنه يتأقلم مع الوضع على مرارة وحنين إلى مائدة الفطور مع أهله وذويه " . وشدد أبو خبيزة على أنه بعدما عاش أول أيام من شهر رمضان خارج السجون ، شعر بأن حجم الإيمانيات والروحانيات داخل السجون أكثر منها بكثير من خارجها ، نظرا لقرب الأسير من ربه وتقربه له في كل الظروف والأحوال ، حيث أن الدعاء لا يكاد يفارق الأسير لحظة ، فهو كثير الدعاء في كل أموره وأحواله ، وليس في أوقات محددة كما هو شائع خارج السجون . ونوه الأسير المحرر إلى أن الأسرى القدامى لهم برنامج خاص في رمضان ، لا يتحمله إلا قلة من الأسرى الجدد ، يعتمد على العبادات الطويلة والمكثفة خلال هذا الشهر ، حيث يؤقلم الأسير نفسه قبل شهر من دخول رمضان ، ويهيئ نفسه للعبادة والطاعة في هذا الشهر الفضيل . [title] أجواء رمضان بصحبة المحرر العبيط[/title] لم يمض إلا شهر واحد على الإفراج عن الأسير المحرر تامر العبيط بعد قضائه 8 سنوات داخل الأسر حتى حل شهر رمضان المبارك على الأسير حرا بين أهله وذويه . وفي الشهر الثاني من العام الثاني الذي يقضيه الأسير المحرر بين ذويه نوه إلى أن أجواء رمضان داخل السجون تعتمد على البرنامج الخاص والفردي لكل أسير أكثر منه على البرنامج الجماعي الذي لا يغيب طيلة أيام هذا الشهر الفضيل . وأشار إلى أن أكثر الأجواء التي تخيم على السجون هي قراءة القرآن الكريم ، حيث يتم ختمه كل يوم أو يومين أو ثلاثة ، على حسب عزيمة وإرادة كل أسير . وتابع : " يتم صلاة التراويح بشكل جماعي في كل ليلة جزء ، نختم بها القرآن في ليلة 27 رمضان أو 29 ، إلى جانب المأثورات والتسبيح وذكر الله ، حيث أنها بكل صدق أجواء من زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم " . إذن فالأسرى وعلى الرغم من عتمة السجن وقسوة السجان لا زالوا يصرون على إيقاد شموع الإيمان وسط عتمة الطغيان ، ولا زالوا يتمسكون بدينهم رغم جبروت الأيام والسنين ، فدعوات لربي لهم بالفرج القريب والحرية الأكيدة والنصر والتمكين.