25.56°القدس
25.25°رام الله
24.42°الخليل
28.37°غزة
25.56° القدس
رام الله25.25°
الخليل24.42°
غزة28.37°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

قيادة +18

7
7
وسام عفيفة

تعاني عديد من القيادات السياسية السلطوية من ظاهرة المراهقة المتأخرة التي ينجم عليها مسكليات تتسم بالطراوة والزهزهة، وأصبحت تصرفاتهم مثار دهشة لمَنْ يحيطون بهم أو يتواصل معهم.

وفي زمن منصات الإعلام الاجتماعي، التي ينكب عليها مسؤولون وسياسون باعتبارها نافذة يطلون من خلالها على المجتمع ويستعرضون مواهبهم ويروجون لقدراتهم، يتعرض بعضهم لسقطات "صبيانية" لا تتناسب والصورة التي يرسمونها في مخيلة المواطن بأنهم منشغلون بمقارعة الاحتلال في المحافل الدولية ولا ينامون وهم يفكرون في هموم الوطن.

وقد تحول تطبيق(واتساب) إلى أفخاخ لبعض مسؤولي السلطة والساسة "الغشيمين" في التعامل مع هذه المنصات عندما فاجؤوا أعضاء مجمموعات إخبارية وحوارية -وهم بالآلاف- بنشر نكت أو مقاطع وصور فيديو من فئة (+18) بالخطأ، بينما كانت موجهة للكبار فقط من مستواهم السياسي والسلطوي، في إطار تبادل الخبرات "البحبحية" على رأي رئيسنا صاحب نظرية "البحبحة الكهربائية".

طبعًا لا يخفى عليكم أن بعضهم أسقط في أيديهم، ونتيجة الحرج اعتذر أحدهم عن الإرسال بالخطأ وانسحب من المجموعة، بينما قرر آخر أن يتذاكى ونوه في المجموعات أن رقم هاتقه تعرض للاختراق.

على أي حال الأمر يتعلق بالحرية الشخصية، لكن المسألة تستحق التأمل بأبعادها السياسية والنفسية، ويبدو أن هناك سياسيين، ونتيجة لخمول نشاطهم في ظل معطيات المشهد الفلسطيني يحاولون تنشيط الدورة الدموية في رؤوسهم كي يستطيعوا أن يحافظوا على حضورهم من خلال استثارة معنوياتهم المحبطة في هذه المرحلة.

وأمام ما يقوله خبراء الصحة العقلية من أن المراهقة المتأخرة تحدث بسبب انتقال الأشخاص من مرحلة إلى أخرى، وتحدث بسبب مشاكل متراكمة في حياة الشخص، يمكن التماس العذر لهؤلاء السياسيين الذي يواجهون أزماتنا مع الاحتلال والأمريكان.

لكن هناك تفسير آخر للجوء بعض القادة إلى تبادل مواد (+18) عبر السوشيال ميديا، يرى بأنه هروب من الاعتراف بسنه وشيخوخته، وكأنه يؤكد لنفسه وللآخرين أنه مازال صغيراً ومرغوباً فيه، والأمر ينسحب على موقعه السياسي ومنصبه السلطوي، وأن نزواته تؤهله للاستمرار بلعب دور السياسي الشقي الذي يجيد مفاوضة قادة الاحتلال بينما يراوغ أبناء شعبه ويلاعبهم على "الشناكل".