أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل على ايجابية الأجواء التي سادت اللقاءات التي جمعت وفد حماس بالعاهل الأردني والمسؤولين الأردنيين خلال الزيارة التي بدأها بها وفد الحركة الخميس (28-6)، مشددا في الوقت ذاته على المضي في ملف المصالحة الوطنية وتذليل العقبات التي تعترضها. جاء ذلك خلال اجتماع مشعل مع عدد من الصحفيين والكتاب الأردنيين في مقر إقامته بالعاصمة عمّان مساء الأحد (8-7) وذلك لشرح مجريات وظروف زيارة الحركة المستمرة ولقاءاته بالمسؤولين الأردنيين، وتبيان موقف الحركة من الملفات والقضايا المختلفة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتطورات في العالم العربي. [title]المصالحة الوطنية[/title] بخصوص ملف المصالحة، أكد مشعل ان جهود إتمام المصالحة مستمرة، مشيرا إلى هناك ترتيبات تجري لعقد لقاء قريب بينه وبين رئيس السلطة محمود عباس في القاهرة. وأوضح مشعل أن المصالحة "قطعت شوطاً كبيراً وتم انجاز عدداً من الملفات العالقة، وعلى ملف الحكومة حيث تبادلت حركتي حماس وفتح الاسماء المقترحة لتشكيل الحكومة الفلسطينية". وأشار القائد الفلسطيني إلى أن ثمة تدخلات خارجية تقف في وجه المصالحة تضع اشتراطات، وبعضها يضغط حتى على الحياة اليومية للفلسطينيين، إضافة لوجود عوائق داخلية سببها الابطاء لدى البعض ووجود شكوك وتخوفات لدى البعض الاخر، وكذلك طغيان الحزبية الضيقة لدى البعض الاحيان وكلها تقف في وجه المضي في جهود المصالحة" . [title]العلاقة مع الأردن[/title] في تناوله لملف العلاقة مع الأردن في ضوء الزيارة التي اشتملت على لقاءات مع المستويات السياسية والأمنية، أكد مشعل أن الزيارة الحالية للأردن هي زيارة تأسيسية لعلاقة مستقبلية أكثر استقلالية، منوها أن "أجواء الفهم" لدى المسؤولين الأردنيين اتسعت واستقرت لفتح صفح جديدة بين الطرفين. وأوضح أن أجواء الزيارة كانت ايجابية، وتميزت عن غيرها من اللقاءات السابقة بشمولية العناوين التي جرى بحثها مع المستويات السياسية والأمنية المختلفة، لتتجاوز ملف العلاقة بين حماس والأردن لملفات أخرى مثل الوضع الفلسطيني بشكل عام وتحديدا موضوع المصالحة الوطنية، إضافة للوضع العربي العام والتطورات التي يشهدها. وتناول مشعل ملف العلاقة مع الأردن انطلاقا من ثلاثة عناوين، أولها أفق العلاقة، حيث أكد للصحفيين والكتّاب على أن العلاقة ليست على حساب أحد، وليس على حساب العلاقة مع حركة فتح ولا السلطة الفلسطينية، وأن حماس لا تنظر للعلاقة بندية، بل هي علاقة بين حركة مقاومة ودولة عربية. العنوان الآخر، بحسب مشعل، هو شكل هذه العلاقة، حيث أكد على أن جميع الخيارات مفتوحة، وان ثمة اتفاق على معالم العلاقة وتفاصيلها قيد البحث، مشيرا إلى أنه لم يتم طرح موضوع فتح مكاتب للحركة في الأردن باعتبار أن العلاقة وشكلها أكبر من موضوع مكاتب ومقرات، منوها إلى أن حركته تمتلك علاقات قوية ومتينة مع عدد من الدول جون أن يكون لها مكاتب فيها. أما العنوان الثالث المتعلق بمحددات العلاقة، استطرد به مشعل وأكد فيه على أربعة نقاط، أولها ان أمن الأردن واستقراره بالنسبة لحماس أمر مقدس، وثانيها أن الشأن الأردني الداخلي هو "شأن خاص لا نتدخل به حالنا مع باقي الدول العربية. النقطة الثالثة في محددات العلاقة مع الأردن، أوضح مشعل أنها مرتبكة بالجدل المثار خول علاقة حماس مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث أكد أن الحركة ليست طرفا في الشأن الإخواني الأردني والحركة ليست طرفا فيه، فالإخوان المسلمين تنظيم أردني، وحماس حركة مقاومة فلسطينية. النقطة الرابعة، بحسب مشعل، هو العلاقة بين الأردن وفلسطين، حيث شدد على العلاقة التاريخية الطويلة والتي يجب أن تعالج ملفاتها بحكمة وهدوء، و"المواطنة للفلسطينيين ليست مدخلا للذهب نحو التوطين أو الوطن البديل على حساب الأردن، مذكرا بموقف قديم للحركة يقوم على قبول الكونفدرالية مع الأردن، ولكن بعد تحرير فلسطين وليس قبله. [title]مصر والربيع العربي[/title] وفيما يتعلق بالعلاقة مع مصر، وتحديدًا بعد فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئاسة، أكد مشعل على أن مصر الثورة لا يمكن إلا أن تكون مع فلسطين وقضيتها ولرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة مع مراعاة أولويات مصر الداخلية"، وأضح أن الترتيبات والتحضيرات جارية لزيارة مصر لتهنئة الرئيس مرسي بفوزه بالانتخابات. وبشأن رؤية الحركة لمجريات الربيع العربي ونتائجه، قال مشعل إنه وبرغم الخسائر والدماء فإن الربيع العربي "سيكون خيرا للأمة على الصعيد الوطني لكل بلد نهضة وتقدما وازدهارا، وعلى صعيد الأمة بحيث يصبح للعرب كينونة متميزة في سبيل قيام مشروع عربي يوازي المشاريع الإقليمية في المنطقة". وعن قيام ربيع فلسطيني، قال مشعل إن "كان ثمة ربيع فلسطيني فهو باتجاهين، الأول ضد الاحتلال وإجراءاته وذلك من خلال إتمام المصالحة ولم الشمل، والثاني من خلال إعادة ترتيب أولوياتنا وبناء مؤسساتنا وانجاز برنامجنا السياسي".