21.84°القدس
21.31°رام الله
19.97°الخليل
24.05°غزة
21.84° القدس
رام الله21.31°
الخليل19.97°
غزة24.05°
الأربعاء 26 يونيو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.74

خبر: أسير من غرفة العناية إلى أقبية التحقيق

لا يزال الأسير خالد أبو حمد القابع في سجون الاحتلال، يعاني حتى اليوم من تبعات محاولة اغتياله، عندما انفجرت السيارة التي كان يستقلها في مدينة نابلس خلال شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 2003. أصيب حينها بجروح بالغة، ومكث في غرفة العناية المركزة في المستشفى الإنجيلي لعدة أيام، قبل أن تقوم قوة خاصة صهيونية بإقتحام المشفى وإختطافه رغم جروحه الغائرة، ونقله مباشرة إلى أقبية التحقيق، وبعد أسابيع عانى خلالها الويلات صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد ثلاث مرات و40 عاما إضافية. [title]الميلاد والنشأة[/title] ولد أبو حمد في مدينة نابلس يوم الرابع عشر من آذار- مارس عام 1976، لأسرة فلسطينية كان فيها الولد البكر بين أشقاءه الثلاثة: ضياء وبهاء وحسن وشقيقتيه: أريج ومنى. تلقى تعليمه في مدارس المدينة، وقبل الثانوية بعام ترك مقاعد الدراسة وعمل في مجال دهان السيارات. في العام 1997 تزوج خالد وأنجب ثلاثة أبناء: ذيب (11 سنة) ومحمد (9 سنوات) ومنى (9 سنوات)، وبعدها بثلاث سنوات ومع بداية انتفاضة الأقصى بدء خالد طريقه النضالي في مقاومة الاحتلال بصورة سرية، مستفيدا من معرفته بالمناطق الصهيونية التي عمل فيها لسنوات. إنضم خالد إلى إحدى خلايا المقاومة وكان عضوا فيها برفقة الشهيدين محمد الحنبلي وسعيد القطب، والأسيرَين المحررَين في صفقة "وفاء الأحرار" فراس فيضي ونمر دروزة، حيث اشترك في عددٍ من العمليات التي انطلقت من نابلس. [title]محاولات الاغتيال والاعتقال[/title] بدء إسم خالد أبو حمد يظهر في قوائم المطلوبين لجهاز المخابرات الصهيونية، بتهمة ضلوعه في تنفيذ عمليتين وقعتا داخل المستوطنات القريبة من نابلس، عندها بدأت رحلته في المطاردة والتواري عن الأنظار. وعن هذه المرحلة، يقول والده: "خلال فترة مطاردته، وفي ساعات الليل، اجتاحت عشرات الآليات الصهيونية المدعومة بالطائرات مدينة نابلس، وحاصرت منزل إبني الكائن في منطقة رأس العين، وعندما فشل جنود الاحتلال باعتقاله أو اغتياله، قاموا بحرق المنزل وتدمير محتوياته". وأضاف: "في الثاني والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر من عام 2003، تعرض خالد لمحاولة اغتيال، عندما فجّر الاحتلال السيارة التي كان يستقلها برفقة اثنين من الشبان بالقرب من منطقة شارع عمان، وقد أسفر الانفجار عن استشهد احدهم، فيما أصيب هو بجروح وحروق بالغة في جميع أنحاء جسده". فقد أصيب خالد بتهتك شديد في الأوعية الدموية والأنسجة، وقطعت عدد من أصابع يده، لينقل بعد ذلك بين الحياة والموت إلى مستشفى الاتحاد في المدينة ومنها إلى مستشفى الإنجيلي، وهو في حالة بالغة الخطورة. بعد ثلاثة أيام من الإصابة، اقتحم العشرات من جنود القوات الخاصة الصهيونية قسم العناية المركزة في المستشفى ونزعوا الأجهزة الطبية عنه ووضعوه على نقالة وأخذوه معهم وهو في حالة غيبوبة. وأكمل مسترجعا ذكرياته الأليمة: "كانت ليلة في غاية الصعوبة ... سلمنا أمرنا إلى الله... وكنا ننتظر سماع خبر استشهاد خالد في أية لحظة، حيث كان جنود الاحتلال في تلك الفترة من الانتفاضة يُصفون الأسرى بعد اعتقالهم، كما حدث في عدة مرات سابقة". [title]العبث بالجروح[/title] وبحسب الباحث في مؤسسة التضامن أحمد فقد "نُقل خالد ودون أي اعتبار لحالته الصحية إلى معسكر "حوارة" جنوب نابلس ووضع في زنزانة انفرادية، ومن هنا بدأت فصول معاناته وعذاباته على يد المحققين الذين كانوا يدوسون على أعضائه النازفة متسببين له بمزيد من الآلام والأوجاع، وبعد فترة طويلة ومشارفته على الموت نُقل إلى مستشفى سجن الرملة". وتابع: "بقي خالد يعاني لعدة أشهر من أوجاعه الممتدة في جميع أنحاء جسده الذي لا يخلو جزء منه من آثار الشظايا، هذا إضافة إلى الآلام التي أحدثها التهاب "الغُرز" وما تركته من انتفاخات وأورام وارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، وفوق هذا آلام شديدة في العيون بسبب الشظايا". [title]الحكم على مرحلتين[/title] ولفت البيتاوي إلى أن المخابرات الصهيونية وعلى مدار شهرين كاملين من التحقيق، فشلت بانتزاع أية معلومة من خالد بالرغم من التعذيب الشديد الذي تعرض له، ليصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة العضوية في جناح حماس العسكري. ولكن وبعد ثلاث سنوات من اعتقاله وفي نهاية شباط عام 2006، أُعيد خالد للتحقيق مجددا بعد وورد معلومات واعترافات تشير إلى ضلوعه في عمليتي مستوطنة "ارئيل"، ليصدر بحقه حكم جديد بالسجن لمدة ثلاثة مؤبدات و40 عاما. ويقبع أبو حمد في سجن جلبوع، وكان أحد الذين شاركوا في معركة الأمعاء الخاوية الأخيرة، ويكمل حاليا دراسة القانون بعد أن حصل على شهادة الثانوية العامة من داخل سجنه. هذا ولم تفقد الأم الصابرة أم خالد الأمل بالإفراج عن نجلها والعودة إلى زوجته وأولاده الذين تركهم رُضّعا، وأصبحوا اليوم فتيانا، خاصة بعد استثنائه من صفقة التبادل الأخيرة، متمنية معانقته وضمه إلى صدرها قبل دنو الأجل.