اتهم المحلل السياسي الفلسطيني مخيمر أبو سعدة لجنة التحقيق التي شكلتها السلطة الفلسطينية للتحقيق في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات "بالتقاعس في أداء عملها"، معتبراً أن الخلافات الداخلية التي تعيشها حركة فتح خلال السنوات الثمانية الماضية كانت وراء إهمال متابعة هذه القضية الهامة. وقال أبو سعدة في حديث خاص بـ"فلسطين الآن" اليوم الاثنين،: "بعد وفاة عرفات، قال تقرير الأطباء الفرنسيين أنه لا دليل على وفاة عرفات، وذكر بأن سبب الوفاة هو تكسر في الصفائح الدموية، وهذا السبب ناتج إما عن الإصابة بالإيدز أو التسمم، فالأطباء عرفوا سبب الوفاة، لكنهم لم يعرفوا المسببات التي أدت لهذه المرض ونتج عنها الوفاة". وأضاف أبو سعدة إنّ: "ما كشفته قناة الجزيرة في تقريرها الضخم الذي استمر تسعة أشهر، والذي كشف خلاله خبراء سويسريون عن أن سبب وفاة الرئيس عرفات هو مادة "البولونيوم المشع"، يجب أن يستدعي السلطة الفلسطينية للبدء في تحقيق (جدي) حول كيفية وصول هذه المادة لعرفات". وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر: "المطلوب الآن من السلطة السماح باستكمال التحقيق في هذا الأمر، وأرى أن ما أُعلن عن صدور تعليمات من الرئيس عباس بالسماح بأخذ عينات من رفات عرفات ليقوم فريق العلماء والمختصين في المختبرات السويسرية بفحصه والكشف عن النتائج، خطوة صحيحة في اتجاه استكمال التحقيق، للكشف عن غموض هذه القضية". وكان صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أعلن مساء أمس الأحد 09-07-2012، إن الرئيس محمود عباس أوعز بالسماح للخبراء الذي فحصوا ملابس الزعيم الراحل ياسر عرفات بالحضور إلى رام الله وأخذ عينات من رفات الرئيس الراحل. وشدد أبو سعدة على "أن اللجنة التي شكلتها السلطة للتحقيق في وفاة عرفات برئاسة توفيق الطيراوي تقاعست في أداء عملها، حيث أنه لم نسمع منها شيئاً طوال ثماني سنوات مضت"، مستغرباً من أن يكون شخص متهم رئيساً للجنة التحقيق، في إشارة لتوفيق الطيراوي التي ذكرت تقارير إعلامية عن مصادر في حركة فتح اتهامه بالمشاركة في اغتيال عرفات.