قال زكي بني أرشيد، نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، إن مجلس شورى الجماعة - أعلى مرجعية تنظيمية لدى الإخوان - سيجتمع مساء اليوم الخميس ليعلن "مقاطعته رسميًا للانتخابات النيابية المقبلة". وأعلنت الجماعة، في وقت سابق، رفضها لقانون الانتخابات النيابية الذي أدخل مجلس النواب تعديلات عليه قبل عدة أيام. وفي تصريحات لوكالة "الأناضول" للأنباء اليوم، أضاف بني أرشيد أن "أقل ما يمكن أن يخرج به المجتمعون اليوم هو قرار المقاطعة"، ملمحًا إلى إمكانية أن يتضمن القرار "دعوة الشعب الأردني إلى المقاطعة أيضا". ولم يستبعد بني أرشيد إمكانية التراجع عن القرار، في حال أقدمت الحكومة على تعديل قانون الانتخابات. وكان مجلس النواب الأردني أقرّ الأحد الماضي تعديلاً جديدًا على قانون الانتخاب برفع عدد المقاعد المخصصة للقائمة الوطنية إلى27 مع الإبقاء على الصوت الواحد. والقائمة الوطنية مفتوحة أمام جميع الأردنيين تصويتًا وترشيحًا "أحزابًا وأفرادًا"، ويحق للمواطن التصويت بصوت للقائمة وآخر لدائرته الانتخابية، إلا أن الإسلاميين يطالبون بأكثر من صوت للدائرة و50 % للقائمة. وكانت المعارضة الأردنية، لوّحت لدى إقرار القانون للمرة الأولى الشهر الماضي بمقاطعة الانتخابات، وأمر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني البرلمان في وقت لاحق بتعديل القانون، فأدخل عليه التعديل الأخير. وفي ذات السياق، قررت بعض الحركات الشبابية والشعبية والعشائرية قبل عدة أيام بشكل مبدئي مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة ترشيحًا وانتخابًا، ما لم يتم العدول عن "قانون الصوت الواحد" وإجراء تعديلات دستورية عليه باعتباره يكرّس العشائرية ويضعف فرص الأحزاب والقوى السياسية، داعية الإخوان المسلمين أيضا لإعلان مقاطعتها للانتخابات. وشهد اجتماع تشاوري بين الإخوان وهذه الحركات، دعت إليه الجماعة في مقرها العام ليل أمس الأربعاء، مناقشات ساخنة وانتهى إلى التوافق على قرار المقاطعة ضمن بيان وقّع عليه ما يزيد على 37 حراكًا شعبيًا وعشائريًا، رافضين المشاركة بالانتخابات في ظل "الصوت الواحد". ودعا العاهل الأردني، الأحد الماضي، المعارضة وخاصة الإسلاميين إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المتوقع أن تجري قبل نهاية العام الحالي للوصول إلى حكومة برلمانية، وذلك بعد تلويحها بالمقاطعة. وتطالب المعارضة وخاصة الحركة الإسلامية التي قاطعت انتخابات 2010 بقانون انتخاب عصري يفضي إلى حكومات برلمانية منتخبة ويلغي نظام الصوت الواحد المثير للجدل والمعمول به منذ تسعينيات القرن الماضي.