19.81°القدس
19.35°رام الله
17.19°الخليل
23.67°غزة
19.81° القدس
رام الله19.35°
الخليل17.19°
غزة23.67°
السبت 25 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.66

خبر: الدرر في سيرة آلان شوجر

نسرد عليكم في هذه التدوينة أهم ما جاء به الملياردير والعصامي الانجليزي آلان سكر من دروس وحكمة على أمل أن نأخذ أحسن ما فيها ونترك ما عداه، فلا أسوأ من أن نكرر أخطاء من سبقونا فلا نتعلم منها. [title]الدرس الأول: البيع في الصغر كالنقش على الحجر[/title] بينما آلان طفلا يتعلم نظم الحروف والكلمات، تعلم كذلك الأرقام والحساب، وتعلم إعداد المواد الأولية (الشمندر المسلوق) وبيعها لمستخدميها في صنع منتجات أخرى (المطاعم)، وتعلم خدمات التوصيل للمنازل (الصحف). تعلم البيع في سن صغيرة يساعد على تشكيل شخصية التاجر الناجح، ويساعد على معرفة ما نريده في هذه الحياة. البيع والتجارة في سن صغيرة قد يكون العلامة الفارقة بين تاجر ناجح وخاسر، وبين عصامي وموظف. [title]الدرس الثاني: الفرص تنتظر في كل مكان[/title] وهو صغير، كان آلان يسير في الطرقات فيلاحظ أن عمال رصف الطرق يخلفون ورائهم بقايا آلاتهم ومعداتهم، وكان أغلبها مصنوعا من الخشب، وكان هذا الخشب مغطى بالقار / الزفت المستخدم في تعبيد الطرق بالأسفلت ما يجعله سريع الاشتعال. قام آلان بجمع هذه البقايا الخشبية، وقطعها بالفأس قطعا صغيرة، وباعها على أنها حطب تدفئة، ففي هذا الوقت من الزمان، لم يكن من وسيلة للتدفئة سوى الحطب. [title]الدرس الثالث: العصامية تأخذك بعيدا[/title] حين بلغ 16 سنة، كان مجموع دخل آلان أكبر من دخل والده، هذا من مجموعة من الوظائف الحرة، وهذا من وظيفة ثابتة. حين فكر آلان في بدء نشاطه التجاري الخاص، شعر والده الموظف بذعر شديد وقال له من سيدفع لك راتبك، فرد عليه آلان قائلا: أنا، أنا سأدفع راتبي! في أول أسبوع له من بيع الإلكترونيات، اشترى بضاعة مقابل 150 استرليني، وباعها مقابل 210، محققا ربحا قدره 60 جنيه استرليني، وهذا ربح أسبوعي عظيم في وقتها. هذه النشأة جعلت من آلان عينا تراقب احتياجات الناس وتسعى لتوفيرها مع ربح مقبول، وهذا من أوائل الدروس التي يتعلمها التاجر الناجح. هذه الصفات جلبت له الشجاعة لتأسيس شركته الخاصة وعمره 21 سنة فقط، والتي مضت من نجاح لآخر حتى قدرها البعض بقيمة 1.2 مليار جنيه إسترليني في أوج مجدها. عن ذلك قال آلان: ’أنا لم أقفز من سريري صائحا سأؤسس شركتي اليوم، لقد عملت طويلا واكتسبت خبرة كافية في تجارتي قبلها.‘ [title]الدرس الرابع: خفض أسعار الشراء[/title] رغم حداثة سنه، لكنه أدرك ضرورة خفض الأسعار التي يشتري بها بضاعته، ولهذا وكما يذكر آلان، كان يتفاوض مع بائعي الهوائيات والمكونات الإلكترونية والأغطية البلاستيكية وكل ما تطلبته تجارته، وحين يستعصى عليه السعر، كان يفكر في طرق أخرى يحصل بها على مراده وبسعر أقل وعلى هواه. حين رفض السوق المحلي خفض أسعاره، استعان آلان بالأسواق الخارجية الأرخص مثل الصين واليابان، وعندها تمكن من تقديم أجهزة صوتية بنصف ثمن مثيلاتها في السوق أو أقل، فحقق أرباحا ومكاسب كثيرة. [title]الدرس الخامس: خفض متطلبات الانتاج[/title] أبصر آلان أن الأجهزة الصوتية، من مكبرات صوتية وراديو ومشغلات اسطوانات، تشترك في أشياء واحدة، مثل المحولات الكهربية وكابلات التوصيل، ولذا فكر في أن يدمج كل هذه معا في جسم معدني واحد، بمحول كهربي واحد، وبدون الحاجة لكابلات صوتية، فاستطاع بذلك خفض تكاليف تصنيع أجهزته، وخفض سعرها، فامتلك السوق لنفسه وأطاح بالمنافسين. حين شاهد مشغل كاسيت مزدوج، كررها بمشغل شرائط فيديو مزدوج، وفعلها أيضا في حاسوب مع شاشة وطابعة في هيكل واحد. [title]الدرس السادس: ما ينفع اليوم، قد لا ينفع غدا، أو في تجارة أخرى[/title] حاول آلان تنفيذ حيلته المعتادة، تقديم منتجاته الرخيصة، لتنافس أخرى غالية، مع عالم الحواسيب المنزلية، وأفلح الأمر في البداية وحقق له مبيعات ونجاحات، لكنه حين كررها مع الحواسيب الشخصية، فشلت الحيلة وانقلب السحر على الساحر وخسر سمعته وشهرته ولم تعد الجماهير الغفيرة تشتري منتجاته، بسبب مشاكل أجهزته الكثيرة. إذا أردت تقديم الرخيص، فاحرص على أن يعمل بدون أعطال، أو بمستوى أعطال قليل ومقبول في السوق، ومع خدمة عملاء سريعة وصادقة ومفيدة. [title]الدرس السابع: التنوع ينقذك والالتزام بواحدة قد يفلسك[/title] لم يقبع آلان في دروب صناعة مكبرات الصوت التي حقق فيها نجاحه الكبير الأول، لكن انتقل إلى الحواسيب، وإلى الطيران والاتصالات والعقارات والإعلانات والاستثمارات والبرمجة والبرامج التليفزيونية. نعم فشل بعضها ونجح بعضها، لكن حين فشلت شركته امستراد وخسرت، أنقذته بقية التجارات. [title]الدرس الثامن: الفم الهائج ضار[/title] ستجد عددا لا بأس به يكره آلان ويرفضه، ولذا تجدهم يحذرون غيرهم من شراء أي منتج جاء من مصانعه. تبرير آلان لهجومه المعتاد هو أنه جاد جدا، لا يعرف المداهنة، وأنه يقول ما بداخله دون تجميل. الحقيقة أنه ناري، سريع الغضب، ومن النادر اجتماع الحكمة مع الغضب، أو أن تكون عاقبته خير. حين تصبح شخصية عامة، مشهورة، بسبب نجاحك في التجارة، ستجد نفسك تحت العدسة المكبرة، وأي شيء تفعله سيفسر على جانبه السيئ أولا، وسيضر بشركتك. ما كان الرفق في شيء إلا زانه! في الختام، انظر إلى حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم، قبل نزول الوحي عليه، في الفترة التي كان الله عز و جل يعده فيها للدور الذي ينتظره، حين عمل شابا في التجارة، وسافر في رحلة الشتاء والصيف، اليمن والشام، ومنها تعلم البيع والشراء، وأن الشيء الذي يرخص ثمنه في أرض، قد يكون ثمنه أغلى في أرض أخرى، وهكذا. أقول ذلك بينما تقارير صادرة مؤخرا تشير إلى زيادة البطالة بين شباب الربيع العربي، وكذلك إلى الحاجة الماسة لخلق فرص عمل لشباب المستقبل. البيع ثم البيع ثم البيع، ادرس السوق واعمل فيه وراقب الفرص التي تنتظر من ينتهزها. [title]كن في النهاية تاجرا، لا أجيرا.[/title] أشهر مقولة قالها آلان سكر: ’تعلم من أخطائك، اعمل فقط مع أناس يشاركونك رؤيتك للمستقبل ويشاركونك خلفيتك الثقافية، والأهم: ثبت عينيك على عميلك.‘