كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران طلبت مؤخراً آلاف الأطنان من مكونات الصواريخ الباليستية من الصين، ضمن جهود لإعادة بناء قدراتها العسكرية بعد ضربات إسرائيلية وتوسيع دعمها لحلفائها الإقليميين، وعلى رأسهم الحوثيون وفصائل عراقية.
وذكرت الصحيفة أن الصفقة تشمل شحنات ضخمة من "بيركلورات الأمونيوم" المستخدمة في وقود الصواريخ الصلب، بكميات تكفي لإنتاج نحو 800 صاروخ باليستي، وقد يتم نقل جزء منها إلى حلفاء إيران في اليمن والعراق.
وتزامن توقيع الصفقة مع دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإجراء محادثات نووية مع إيران في مارس/آذار الماضي.
ويأتي هذا التحرك بعد هجوم إسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2024 دمّر معدات رئيسية لتصنيع الصواريخ، مما عطّل الإنتاج مؤقتاً. وتشير مصادر أميركية إلى أن إيران بدأت بإصلاح تلك المعدات استعداداً لاستئناف الإنتاج.
وكانت تقارير سابقة قد أفادت بنقل أكثر من ألف طن من بيركلورات الصوديوم من الصين إلى إيران مطلع العام، ما مكّن طهران من تصنيع قرابة 260 صاروخاً قصير المدى.
وفي أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين، فرضت واشنطن عقوبات على كيانات صينية وإيرانية بسبب دعمها للحرس الثوري وبرنامج الصواريخ الإيراني.
ووفقاً للتقرير، أرسلت إيران بالفعل صواريخ لفصائل عراقية قادرة على استهداف "إسرائيل" والقوات الأميركية، كما يُتوقع إرسال بعض المكونات للحوثيين، رغم تأثرهم بالضربات الأميركية والإسرائيلية مؤخراً.
من جهتها، نفت الخارجية الصينية علمها بالصفقة، مؤكدة التزامها بالرقابة على المواد ذات الاستخدام المزدوج. لكن التقرير أشار إلى أن شركة صينية في هونغ كونغ تعاقدت مع كيان إيراني مرتبط بالحرس الثوري.
وختم التقرير بالتأكيد على سعي إيران لتفعيل شبكتها الإقليمية المسلحة ضمن "محور المقاومة"، رغم العقوبات والضغوط، مستفيدة من واردات حيوية لتعزيز نفوذها في ظل التصعيد مع "إسرائيل".