25.56°القدس
25.25°رام الله
24.42°الخليل
28.37°غزة
25.56° القدس
رام الله25.25°
الخليل24.42°
غزة28.37°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

فلسطين تنتصر لفلسطين

3
3
أنس إسماعيل

على تاريخ نشأة الاحتلال الإسرائيلي كانت غزة كابوساً له تعرف كيف تخلص نفسها دائماً بنفسها دون الانتظار نصر من أحد، وكانت رعباً تطاردهم حتى تمنى رابين أن يصحو من نومه فيبتلع البحر غزة، أُفن رابين وجُحم شارون الذي ولّى منها هارباً وبسواد الوجه وبقيت غزة كصخرة كبيرة عتيقة شامخة كل العالم ينظر لها باحترام.

دائماً يبادرني سؤال برأسين كيف استطاعت هذه الجماهير الحاشدة الخروج بكل هذه الأعداد والقوة للحدود دون أي خوف بعد أكثر من اثنى عشر عام من الحصار؟ ألم تتعب؟ لكنها غزة على مدار تاريخها وقتالها امرر بمقابرها لترى المغول والصليبيين والانجليز والاسرائيليين كسّرت عظامهم فيها.

وأنا أرى صور الأطفال يتقدمون الصفوف أيقن تماماً أن غزة ولودة بالثوار ولن يهدأ لها بال إلا بتحرير فلسطين كل فلسطين، رأيت عجوزا يحمل عكازاً تجاوز السبعين من عمرة يخرج من أحد مخيمات العودة على الحدود شرق لقطاع غزة يشير بعكازه نحو جنود الاحتلال وأمامه طفل صغير بيده مقلاعاً يدور بحجر في وسطه نحو الجنود، قلت في نفسي لم يتعب الكبار وزاد الصغار ثورية وتحدي، هذا العجوز الذي هُجر من قريته طفلاً في النكبة وعاش الانتفاضات بأشكالها وألوانها ومختلف أطعمتها، وشتى أنواع الحصار والمنع والاغلاق والاضرابات بعد هذا كله يقف أمام الجنود كمتراس ليقول للطفل من أمامه وأنا الذهاب المستمر إلى البلاد... عاشت فلسطين.